مشتهى الأجيال

320/684

عاصفة هوجاء

لقد هاجمتهم عاصفة هوجاء ولم يكونوا متأهبين لها. كان ذلك تغييرا مفاجئا لهم لأن طقس ذلك اليوم كان جميلا ، فعندما هاجمهم ذلك النوء خافوا . فنسوا نفورهم وعدم إيمانهم وضجرهم . وكان كل منهم يعمل جاهدا حتى لا تغوص السفينة في أعماق المياه . كانت المسافة قصيرة للذهاب بحرا من بيت صيدا إلى المكان الذي كانوا ينتظرون أن يقابلوا يسوع فيه ، وفي الطقس العادي لا تستغرق الرحلة غير ساعات قليلة ، أما الآن فقد ساقتهم الرياح بعيدا جدا عن المكان الذي كانوا يقصدونه. ML 353.3

فظلوا يكافحون حتى جاء الهزيع الرابع من الليل وهم يجدفون. وحينئذ استسلم أولئك الرجال لليأس من الحياة والنجاة . ففي وسط العاصفة والظلام علمهم البحر أنهم عاجزون تماما فاشتاقوا إلى حضور معلمهم. ML 354.1

أما يسوع فلم ينسهم. إن ذلك الرقيب الواقف على الشاطئ رأى أولئك الرجال المذعورين وهم يصارعون تلك العاصفة الهائلة . إن تلاميذه لم يغيبوا عن نظره لحظة واحدة . بل كانت عيناه تتبعان بقلق عميق تلك السفينة في مهب الريح بحمولتها الغالية الثمينة . لأن هؤلاء الرجال سيكونون نور العالم . فكما تراقب الأم طفلها الصغير في حنان وحب كذلك كان السيد الرحيم يراقب تلاميذه . فلما أخضعت قلوبهم وخمد طموحهم العالمي وبكل تواضع صلوا طالبين النجدة ، أعطيت لهم . ML 354.2