مشتهى الأجيال

318/684

ينفرد ليصلي

ولما تُرك يسوع وحده: “ صعد إلى الجبل منفرداً ليصلي” (متى 14: 23). ولقد استمر ساعات طويلة يصلي إلى الله . ولم يكن يصلي لأجل نفسه بل لأجل الناس . فصلى طالبا قوة بها يعلن للناس الصفة الإلهية لرسالته حتى لا يعمي الشيطان أفهامهم ويفسد حكمهم ويبلبل أفكارهم . لقد عرف المخلص أن أيام خدمته الشخصية على الأرض موشكة على الانتهاء وأن قليلين من الناس سيقبلونه فاديا لهم . ففي صراع وآلام نفسية عميقة صلى لأجل تلاميذه . إنهم سيجربون تجارب مرة ومحزنة . وآمالهم التي احتضنوها طويلا ، والمبنية على الغرور العالمي ستخيب بكيفية مذلة ومفجعة إلى أقصى حد . فبدلا من أن يعتلي عرش داود سيرونه مصلوبا على صليب . ولكن هذا اليوم سيكون يوم تتويجه الحقيقي . إلا أنهم لم يدركوا هذا وسيكون من نتائج ذلك أن التجارب القاسية ستهاجمهم وسيكون من الصعب عليهم أن يعتبروها تجارب . وبدون الروح القدس الذي ينير العقل ويوسع أفق الإدراك فإن إيمانهم سيخذلهم . كان أمراً مؤلما لقلب يسوع أن إدراكهم لطبيعة ملكوته كان منحصرا إلى حد كبير في العظمة والكرامة العالمية . وبسببهم صار العبء ثقيلا على قلبه فسكب تضرعاته بدموع غزيرة وعذابات مريرة. ML 352.1