مشتهى الأجيال

296/684

جهالة الحكمة الدنيوية

“ سيسلمونكم إلى مجالس... وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم” (متى 10 : 17 و 18). إن الاضطهاد يذيع النور وينشره . وخدام المسيح سيوقفون أمام عظماء العالم الذين لولا هذا ما كانوا يسمعون الإنجيل البتة . لقد قدم الحق إلى أولئك الرجال محرفا ومشوها ، فأصغوا إلى التهم الكاذبة ضد إيمان تلاميذ المسيح وعقائدهم .وفي غالب الأحيان تكون الوسيلة الوحيدة التي بها يعرفون تلك العقائد على حقيقتها هي الشهادة التي يدلي بها أولئك الذين يوقفون أمامهم للمحاكمة لأجل إيمانهم ، وعند الفحص يطلب من هؤلاء أن يجيبوا وعلى القضاة أن يستمعوا لشهادتهم . وستمنح نعمة الله لخدامه لدفع تلك التهم . قال يسوع: “تعطون في تلك الساعة ما تكتملون به، لأن لستم أنتم المتكلمون بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم” (متى 10 : 19 و 20). وإذ ينير روح الله عقول خدامه فحقه الثمين سيقدم في قوته الإلهية . والذين يقاومون الحق سيتقدمون لاتهام التلاميذ واضطهادهم . ولكن تحت طائلة الخسائر والآلام وحتى الموت يجب على عبيد الرب أن يظهروا وداعة مثالهم الإلهي الأعلى . وهكذا يرى الفرق بين أعوان الشيطان ونواب المسيح . وسيرفع اسم المخلص أمام الولاة والشعب. ولكن التلاميذ لم يزودوا بشجاعة الشهداء وجلدهم إلى أن جاء الوقت الذي صاروا فيه بحاجة إلى تلك النعمة. وحينئذ أنجز المخلص وعده لهم . فحين شهد بطرس ويوحنا أمام مجمع السنهدريم فان أولئك الرجال “تعجبوا فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع” (أعمال 4 : 13). وقد جاء هذا القول عن استفانوس: “فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك”، “ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به” (أعمال 6 : 15 و 10). أما بولس فإذ يكتب عن محاكمته لدى بلاط القياصرة يقول: “في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي، بل الجميع تركوني ... ولكن الرب وقف معي وقوّاني، لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأنقذت من فم الأسد” (2 تيموثاوس 4 : 16 و 17). ML 330.2