مشتهى الأجيال

281/684

يفضلون المصالح الزمنية

إن إظهار قدرة المسيح الفائقة الطبيعة أثارت الخرافات والمخاوف في نفوس أولئك الناس. فقد كانوا يخشون من وقوع كوارث جديدة لو ظل ذلك الغريب بينهم . كانوا يخافون من الانهيار الاقتصادي فعقدوا العزم على التخلص من وجود السيد . إن من قد عبروا البحيرة مع يسوع أخبروا أهل تلك الكورة بما حدث في الليلة السابقة عن المخاطر التي اكتنفتهم عندما هجمت عليهم العواصف والأنواء وكيف هدأت كلها . ولكن كلامهم لم يكن له أي تأثير ، فتجمهر الناس حول يسوع وهم مرتعبون وسألوه أن يذهب عنهم . وقد أجابهم يسوع إلى طلبهم وركب السفينة ليعبر البحيرة إلى الشاطئ الآخر. ML 316.2

كان ماثلا أمام عيون أهل جرجسة مثال حي على قدرة المسيح ورحمته. رأوا الرجلين اللذين خرجت منهما الشياطين وقد صارا عاقلين . ولكنهم كانوا يخشون من تعريض مصالحهم الدنيوية للخطر حتى لقد عاملوا ذاك الذي قهر سلطان الظلمة أمام عيونهم كما لو كان إنسانا متطفلا عليهم ، فتحول ذاك الذي هو عطية السماء بعيدا عن دورهم. ML 316.3

ليس ما يدعونا إلى الابتعاد عن المسيح كما كانت الحال مع الجرجسيين ، ومع ذلك فيوجد كثيرون ممن يرفضون إطاعة كلامه لأن الطاعة تقتضي التضحية ببعض المصالح المالية. كثيرون يرفضون نعمة الرب يسوع ويطردون روحه لئلا ينطوي حضوره على خسارة مادية تصيبهم. ML 316.4

لكن شعور ذينك المجنونين اللذين أعيد إليهما وعيهما وقواهما العقلية كان يختلف عن ذلك اختلافا بينا . كانا يتوقان إلى ملازمة من قد حررهما . ففي حضرته كانا يشعران بالراحة والأمان من الشياطين التي عذبتهما ومررت حياتهما وأذلت رجولتهما . ففيما كان يسوع يهم بالنزول في السفينة ظلا ملازمين له وجثيا عند قدميه طالبين منه أن يسمح لهما بالبقاء قريبا منه حيث يتسنى لهما سماع تعاليمه. ولكن يسوع أمرهما بالذهاب إلى بيتهما وأهلهما ليخبرا بكم صنع الرب بهما ورحمهما. ML 316.5