مشتهى الأجيال

23/684

بشرى الملائكة

في الحقول التي كان داود من قديم يرعى فيها قطيعه كان رعاة يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وفي ساعات الليل الساكنة كانوا يتحدثون معاً عن المخلص الموعود به ويصلون طالبين مجيء الملك إلى عرش داود ،“وَإِذَا ملاَكُ الربِّ وَقَفَ بِهِم ، وَمجد الربِّ أَضاءَ حولَهم ، فَخَافُوا خَوفًا عظيما . فَقَالَ لَهم الْملاَكُ: “لاَ تَخَافُوا! فَها أَنا أُبشِّركُم بِفَرحٍ عظيمٍ يكُونُ لِجميعِ الشَّعبِ: أَنَّه وُلِدلَكُم الْيومَ في مدينَة دَاوُدَ مخَلِّص هو الْمسيح الرب” (لوقا 2 : 9 — 11). ML 37.2

بهذه الأقوال امتلأت عقول الرعاة المستمعين برؤى المجد. لقد أتى المخلص إلى إسرائيل! وإن السلطان والرفعة والنصرة تصاحب مجيئه . ولكن ينبغي أن يعدهم الملاك ليميزوا مخلصهم وهو في حالة الاتضاع والفقر ، ولذلك يقول لهم: “وَهذه لَكُم الْعلاَمةُ: تَجِدونَ طفْلاً مقَمطًا مضجعا في مذْوَدٍ ” (لوقا 2 : 12). ML 37.3

لقد سكَّن رسول السماء مخاوفهم وأخبرهم كيف يجدون يسوع. وبمراعاته الرقيقة لضعف بشريتهم كان قد أعطاهم وقتا كافيا لتعتاد عيونهم النور السماوي ، وحينئذ لم يعد ممكنا كبت الفرح أو إخفاء المجد أكثر من ذلك ، فاستنار ذلك الوادي الفسيح ببهاء نور ملائكة الله . لقد صمتت الأرض وانحنت السماء لتصيخ بسمعها إلى الأنشودة القائلة الْمجد لِله في الأَعالِي ، وَعلَى الأَرْضِ السلاَمُ ، وَبِالنَّاسِ الْمسرةُ ” (لوقا 2 : 14). ML 37.4

يا ليت الأسرة البشرية تعرف هذه الأنشودة اليوم. إن ذلك الإعلان وتلك الأنشودة التي ترنم بها ملائكة العلي ستظل ترن وتنتشر إلى انقضاء الدهر وسيرن صداها إلى أقصى الأرض . وعندما يشرق شمس البر (المسيح) والشفاء في أجنحته فسيردد صدى هذه الأنشودة جمع غفير ، وبصوت كصوت مياه كثيرة سيهتفون قائلين: “هلِّلويا! فَإِنَّه قَد ملَك الربُّ الإِله الْقَادِرُ علَى كُلِّ شَيءٍ” (رؤيا 19 : 6). ML 37.5