مشتهى الأجيال

225/684

يشفي في السبت

ومرة أخرى عاد المسيح فكرر حقيقة كون الذبائح في ذاتها عديمة القيمة ، فلقد كانت وسيلة لا غاية ، وكان الغرض منها إرشاد الناس إلى المخلص وبذلك يكونون في حالة انسجام ووفاق مع الله. إن خدمة المحبة هي التي يقدرها الله . فمتى قصر الإنسان في ذلك فإن كل الطقوس الروتينية تصير مكرهة له . وهذا يصدق على السبت أيضا ، لقد كان القصد منه أن يكون فرصة فيها يدخل الإنسان إلى قدس الشركة مع الله ، ولكن متى كان القلب مشغولا بالطقوس العملة فإن غاية السبت تتعطل وتبطل ، وحفظه حفظا ظاهريا يمسي سخرية. ML 261.3

وفي سبت آخر إذ دخل يسوع أحد المجامع رأى هناك إنسانا يده يابسة. وكان الفريسيون يراقبون يسوع وهم متلهفون لمعرفة ما سيفعله . ولقد عرف المخلص جيدا أنه لو شفى المريض في يوم السبت فسيعتبر متعديا ، ولكنه لم يتردد في نقض سياج المطاليب التقليدية التي أحاطت بيوم السبت ، بل أمر الرجل المريض بأن يقف ، ثم قال لهم: “هل يحل في السبت فعل الخير أو فعل الشر؟ تخليص نفس أو قتل؟” كان عند اليهود مبدأ يقول بأن إهمال عمل الخير متى سنحت الفرصة لعمله معناه عمل الشر ، وإن إهمال تخليص النفس هو قتل لها . وهكذا التقى يسوع بالمعملين في ميدانهم: “فسكتوا. فنظر حوله إليهم بغضب، حزيناً على غلاظة قلوبهم، وقال للرجل: مد يديك. فمدها، فعادت إليه صحيحة كالأخرى” (مرقس 3 : 4، 5). ML 261.4

وعندما سئل يسوع هذا السؤال: “هل يحل الإبراء في السبوت؟” أجاب قائلاً: “أي إنسان منكم يكون له خروف واحد، فإن سقط هذا في السبت في حفرة، أفما يمسكه ويقيمه؟” (متى 12 : 10 — 12). ML 262.1