مشتهى الأجيال
دروس في أعمال الشفاء
في بعض حالات الشفاء لم يعط يسوع البركة المطلوبة في الحال. ولكن في حالة هذا الأبرص ما إن تقدم بطلبه هذا إلى السيد حتى أجيب إلى طلبه . عندما نطلب بركات زمنية قد تتأخر الإجابة ، أو قد يمنحنا الله شيئا غير ما طلبناه . ولكن عندما نطلب الخلاص من الخطية فالأمر يكون على خلاف هذا . فالرب يريد أن يطهرنا من خطايانا ويجعلنا أولادا له ويجعلنا قادرين على أن نحيا حياة القداسة . إن المسيح “بذل نفسه لأجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا” (غلاطية 1 : 4) ، “هذه هي الثقة التي لنا عنده: أنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه” (1 يوحنا 5 : 14، 15). “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1 يوحنا 1 : 9). ML 241.1
وإذ شفى المسيح المفلوج في كفرناحوم علَّم نفس الحق ، فلكي يعلن عن سلطانه لأن يغفر الخطايا أجرى تلك المعجزة. كما أن شفاء المفلوج يكشف لنا أيضاً حقائق ثمينة ، فهو غني بالرجاء والتشجيع ، وبالنسبة لعلاقته بمماحكة الفريسيين فإن فيه أيضاً تحذيرا لنا. ML 241.2
وكما كانت الحال مع الأبرص فكل آمال هذا المفلوج في الشفاء انهارت. وقد أصابه هذا المرض نتيجة لحياة قضاها في ارتكاب الخطية ، كما زادت من آلامه مرارة الندم . لقد ظل طويلا يتوسل إلى الفريسيين ومعلمي الناموس آملا أن يجد على أيديهم راحة من آلامه النفسية والجسمانية . ولكنهم بكل برود حكموا عليه بأن مرضه غير قابل للشفاء وأسلموه لغضب الله . فلقد اعتبر الفريسيون أن المحن والآلام برهان على سخط الله ، وكانوا يترفعون عن المرضى والفقراء . ومع ذلك فإن هؤلاء أنفسهم الذين شمخوا بأنوفهم في صلف وكبرياء معتبرين ذواتهم قديسين كانوا في غالب الأحيان أعظم جرما وأثقل إثما من أولئك المتألمين الذين حكموا عليهم. ML 241.3