مشتهى الأجيال

204/684

الشفاء حجة مقنعة

إن نفس الكهنة الذين حكموا على الأبرص بالطرد من بين الأصحاء شهدوا الآن بأنه قد شفي. وإذ نطقوا بهذا الحكم جهارا وسجلوه كان ذلك شهادة ثابتة للمسيح . وإذ أعيد الرجل بعدما شفي إلى جماعة إسرائيل بناء على تأكيد الكاهن نفسه بأنه لم يعد للمرض أي أثر فيه ، كان هو نفسه شهادة حية لمن قد أحسن إليه . وبفرح عظيم قدم ذبيحة وعظَّم اسم يسوع ، كما شهد الكهنة لقوة المخلص الإلهية . لقد قدمت لهم الفرصة لأن يعرفوا الحق وينتفعوا بالنور ، فإذا رفضوا النور فسيرحل عنهم إلى غير عودة . لقد رفض كثيرون النور ولكنه لم يعطَ عبثاً ، إذ تأثرت قلوب كثيرة لم يكن يبدو عليها أي تأثر . ومدى سني خدمة المخلص بدا كان رسالته لم تجد سوى تجاوبا قليلا من محبة الكهنة والمعلمين ، ولكن بعد صعوده إلى السماء نقرأ قول الكتاب: “جمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان” (أعمال 6 : 7). ML 240.1

إن عمل المسيح في تطهيره للأبرص من ذلك المرض المخيف هو مثال لعمله في تطهير النفس من الخطية. كان الرجل الذي أتى إلى يسوع “مملوءاً برصاً”. لقد نفذ سم ذلك الداء الوبيل إلى كل جسمه . فحاول التلاميذ الحيلولة بين معلمهم وملامسة الأبرص ، لأن كل من يلمس أبرص يصير هو نفسه نجسا . ولكن يسوع لم يتنجس عندما لمس ذلك الأبرص. بل إن لمسته منحته قوة حياة فطهر من برصه . وهكذا الحال مع برص الخطية ، فهى متأصلة في القلب ومميتة ، ومن المستحيل أن يطهر أحد منها بقوة بشرية: “كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرح وأحباط” (إشعياء 1: 5 و 6). ولكن يسوع إذ اتخذ جسماً بشرياً لم يتنجس، بل إن وجوده فيه له قوة شافية للخاطئ. وكل من يجثو عند قدميه بإيمان قائلاً: “يا سيد، إن أردت تقدر أن تطهرني” سيسمع الجواب “أريد، فاطهر!” (متى 8 : 2 و 3). ML 240.2