مشتهى الأجيال

197/684

نجاة وخلاص

لكل إنسان كامل الحرية في اختيار القوة التي يريد أن تتحكم فيه. إنه لم ينحدر أحد إلى دركة سحيقة جدا ولا صار فاسدا وشريرا جدا إلى حد إنه لا يستطع أن يجد النجاة والخلاص في المسيح . إن الرجل الذي كان فيه الروح النجس وهو في موضع الصلاة لم يستطع أن ينطق إلا بكلام الشيطان ، ومع ذلك فإن صرخة قلبه التي لم ينطق بها سمعت . إنه لا توجد صرخة تصدر عن نفس محتاجة حتى ولو عجزت عن التعبير عنها بالكلام إلا ويلتفت الرب إليها ويجيبها . والذين يرغبون في الدخول في عهد مع رب السماء لا يتركون تحت رحمة الشيطان أو أي ضعف في طبيعتهم . فالمخلص يدعوهم قائلا: “يتمسك بحصني (بقوتي) فيصنع صلحاً معي. صلحاً يصنع معي” (إشعياء 27 : 5). إن الأرواح الشريرة ستحارب للسيطرة على النفوس التي كانت قبلا تحت سلطانها. ولكن ملائكة الله يحاربون عن تلك النفوس بقوتهم القاهرة . يقول الرب: “هل تسلب من الجبار غنيمة؟ وهل يفلت سبي المنصور؟ فإنه هكذا قال الرب: حتى سبي الجبار يسلب، وغنيمة العاتي تفلت. وأنا أخاصم مخاصمك وأخلّص أولادك” (إشعياء 49 : 24، 25). ML 232.3

وإذ كان الشعب الذين في المجمع لا يزالون في ذهولهم وقد ملكتهم الرهبة تسلل يسوع إلى الخارج وذهب إلى بيت بطرس ليسترح قليلا. ولكن حتى في ذلك البيت خيم الحزن والألم على ساكنيه فلقد كانت حماة بطرس مريضة بـ “حمّى شديدة” فإذ انتهر يسوع الحمى قامت المريضة وصارت تخدم المعلم وتلاميذه. ML 233.1