مشتهى الأجيال
تضليل الناس
والتاريخ يعيد نفسه. إن كثيرين من المعلمين الدينيين في هذه الأيام والذين كتاب الله مفتوح بين أيديهم ويعترفون بأنهم يوقرون تعاليمه ، هم مع ذلك يقوضون إيمان الناس بكلمة الله . إنهم يشغلون أنفسهم في تشريح كلمة الله ويجعلون آراءهم أعلى وأسمى من تعاليمه الواضحة كل الوضوح . وفي أيديهم تجرد كلمة الله من قوتها المجددة . هذا هو سبب تفشي الإلحاد وتسلطه على عقول الناس. ML 231.2
إن الشيطان عندما يقوض الإيمان بالكتاب المقدس فهو يوجه الناس إلى مصادر أخرى للحصول على النور والقوة. وهكذا يتسلل إلى القلوب بنفسه . فأولئك الذين يرتدون عن تعاليم الكتاب الصريحة وقوة روح الله القدوس المبكت يفتحون الباب لدخول الأبالسة إلى القلب واحتلاله . فالانتقاد والمجادلات والمماحكات فيما يختص بالكتاب هي فتح الطريق على سعته أمام مناجاة الأرواح والتصوف- تلك الأشكال الوثنية القديمة المستحدثة تثبت أقدامها حتى في الكنائس المعترفة بالرب يسوع المسيح فإلى جوار الكرازة بالإنجيل توجد قوات هدامة ، التي هي مجرد آلات في يد الأرواح الشريرة ، وكثيرا ما يتقرب إنسان إلى هؤلاء القوم لا لشيء إلا لمجرد حب الاستطلاع ، ولكنه إذ يرى برهانا على وجود قوة عاملة تفوق قوة البشر فإنه يغوى ويستهوى إلى أن تتحكم فيه قوة تفوق قوته ولا يستطيع التملص من تلك القوة الخفية. ML 231.3
إن حصون النفس تنهدم ، فلا حواجز تحول بينة وبين الخطية ، فما أن يرفض الإنسان ضوابط كلمة الله وروحه حتى يغوص إلى أعماق الفساد السحيقة التي لا يعرف أحد لها قرارا. فالخطية السرية أو الشهوة المتحكمة تأسره وتصيره عاجزا تماما كما كان الرجل المجنون في كفرناحوم . ومع ذلك فإن حالته لا تدعو إلى اليأس. ML 232.1
إن وسيلة انتصارنا على الشرير هي نفس الوسيلة التي بها انتصر المسيح- بقوة كلمة الله. إن الله لا يضبط عقولنا أو يسيطر عليها بغير رضانا ، ولكن إذ رغبنا في معرفة مشيئته والسير بموجبها فإن مواعيده تكون لنا . “ تعرفون الحق، والحق يحرركم“ ” إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم (” يوحنا 8: 32 ؛ 7 : 17). فبالإيمان بهذه المواعيد يمكن لكل إنسان أن ينجو من أشراك الخطأ وسلطان الخطية. ML 232.2