مشتهى الأجيال
مؤهلون للخدمة
ولم يكن في رسل ربنا أية ميزة تجلب لهم الفخر أو المجد. فمن الواضح أن نجاحهم في عملهم إنما ينسب لله وحده . إن حياة هؤلاء الرجال والصفات التي نمت فيهم وعمل الله العظيم الذي عمل بواسطته - كل ذلك شهادة لما سيفعله الرب لكل من هم قابلون للتعليم وطائعون. ML 223.1
إن من يحب المسيح أكثر من غيره سيعمل أعظم قدر من الخير. إنه لا يوجد حد لنفع ذاك الذي إذ يطرح الذات جانبا يفسح المجال لعمل الروح القدس في قلبه ويحيا حياة التكريس التام لله . فلو صبر الناس على التدريب اللازم بدون شكوى أو ملل أو إعياء في الطريق فالله سيعلمهم ساعة فساعة ويوما فيوما . إنه يتوق إلى إعلان نعمته . فإذا أزاح شعبه العوائق فسيسكب سيول الخلاص بغزارة عن طريق القنوات البشرية . فلو اشتدت عزائم الناس في الحياة الوضيعة لعمل كل الصلاح الذي يستطيعون عمله ، وإذا لم يردع أحد غيرتهم لكان يوجد بدل العامل الواحد للمسيح عشرات ومئات. ML 223.2
إن الله يأخذ الناس كما هم ويدربهم على خدمته متى سلموا أنفسهم له. كذلك روح الله إذ يقبله الإنسان في نفسه فهو يحيي كل قواها وملكاتها . إن العقل المكرس لله بدون تحفظ متى كان منقادا بالروح القدس فهو ينمو في حالة توافق وانسجام واتزان ، ويتقوى ليدرك مطاليب الله ويتممها . والخلق الضعيف المترنح يصير قويا وثابتا . إن التعبد المستمر يوجد صلة وثيقة بين يسوع وتلميذه حتى ليصير المسيحي مثل سيده في الفكر والخلق فعن طريق الصلة بالمسيح ستكون عنده رؤى أصفي وأوسع مدى ، وإدراكه يكون ثاقبا وحكمه أكثر اتزانا. إن من يتوق لأن يكون نافعاً في خدمة المسيح سينتعش بقوة شمس البر المحيية حتى يثمر ثمراً وفيراً لمجد الله. ML 223.3
إن الناس الذين حصلوا على أرقى تهذيب في الفنون والعلوم قد تعلموا دروساً ثمينة من المسيحيين في حياتهم الوضيعة مع أن العالم اعتبرهم عديمي العلم. ولكن هؤلاء التلاميذ المغموري الذكر قد حصلوا على تهذيب في أعلى مدرسة . لقد جلسوا عند قدمي من شهد له موفدو الفريسيين ورؤساء الكهنة :“لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان!” (يوحنا 7 : 46). ML 224.1