مشتهى الأجيال

153/684

حسب المثال

عندما شرع موسى في بناء المقدس ليكون مسكنا لله أمر بأن يصنع كل شيء حسب المثال الذي قد أظهر له في الجبل ، وكان قلب موسى ممتلئا غيرة على إتمام عمل الله ، وتحت يده رجال موهوبون لتحقيق مقترحاته. ومع ذلك لم يكن له أن يعمل جلجلة أو رمانة أو هدبا أو زركشة أو سجفا أو أي إناء من أواني المقدس إلا حسب المثال الذي قد أظهر له . لقد دعاه الله ليصعد إلى الجبل وهناك كشف له الأمور السماوية ، وستره الله بمجده ليرى المثال ، وبموجب ذلك المثال تم كل شيء . وهكذا بالنسبة إلى إسرائيل الذين أراد الله أن يجعلهم مقدسه أعلن لهم مثاله المجيد للخلق . لقد أظهر لهم المثال في الجبل عندما أعلنت الشريعة في سيناء وعندما مر الرب أمام موسى وأعلن قائلا: “ الرب إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية” (خروج 34 : 6 و 17). ML 186.2

كان شعب إسرائيل قد اختاروا طرقهم فلم يبنوا حياتهم حسب المثال ، ولكن المسيح الذي هو هيكل الله ومسكنه الحقيقي صور كل مشتملات حياته الأرضية لتكون متفقة مع نموذج الله. إنه هو القائل: “أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت، وشريعتك في وسط أحشائي” (مزمور 40 : 8). كذلك ينبغي أن تبنى أخلاقنا لتكون مسكنا لله في الروح (أفسس 2 : 22). وعلينا أن “تصنع كل شيء حسب المثال” ، مثال ذاك الذي “تألم لأجلنا، تاركاً لنا مثالاً” لكي نتبع “خطواته” (عبرانيين 8 : 5 ؛ 1 بطرس 2 : 21). ML 187.1

إن المسيح يعلمنا بكلامه وجوب اعتبار أنفسنا مرتبطين بأبينا السماوي ارتباطا وثيقا ، إذ كيفما كان مركزنا فنحن معتمدون على الله الذي بين يديه مصائر الجميع. لقد عين لنا عملنا ومنحنا المواهب والوسائل لإنجازه . فطالما نخضع إرادتنا لله ونثق بقدرته وحكمته فسيقودنا في طريق أمين لنقوم بنصيبنا في تدبيره العظيم . أما ذاك الذي يعتمد على قوته وحكمته فهو يفصل نفسه عن الله . وبدلا من أن يعمل وهو في حالة وفاق مع المسيح فإنه يتمم غرض عدو الله والناس. ML 187.2