الصراع العظيم

93/424

يعظ في ارفرت

وفي أرفرت قوبل لوثر بكل اكرام . فاذ كان محاطا بجموع المعجبين سار في شوارع تلك المدينة التي كان قبلا يسير فيها حاملا مزود المتسولين . ثم زار غرفته في الدير وجعل يفكر في المصارعات التي عن ط ريقها أشرق على نفسه النور الذي صار الآن يغمر كل الماني ا. وقد ألحوا عليه أن يقدم عظة، ومع أن ذلك كان محظورا عليه فان الرسول الموفد اليه اذن له بذلك . ولذلك اعتلى المنبر ذاك الذي كان قبلاً راهباً كادحاً في هذا الدير. GC 168.2

وقد خاطب ذلك الجمع الحاشد بكلام المسيح ق ائلا: ”سلام لكم“. ثم قال: ”لقد حاول الفلاسفة والاساتذة والكُتَّاب أن يعلموا الناس الطريق للحصول على الحياة الابدية فلم يفلحو ا. ولكني سأحدثكم عنه الآن ... لقد أقام الله رجلا من بين الاموات، الرب يسوع المسيح، لكي يبيد الموت ويستأصل الخطيئة ويغلق أبواب الجحيم . هذا هو عمل الخلاص ... لقد غلب المسيح ! هذا هو الخبر السار، ونحن قد خلصنا بعمله لا بأعمالن ا... لقد قال ربنا يسوع المسيح : ”سلام لكم، أنظروا يدي“، أي أنظر أيه ا الانسان اني أنا من دون سواي الذي رفعت خطاياك وافتديتك، والآن لك السلام قال الرب“. GC 168.3

وتابع حديثه مب ينا أن الايمان الحقيقي يظهر في الحياة المقدسة، قال: ”بما ان الله قد خلصنا فلنعمل اعمالنا بحيث تكون مقبولة لديه . أأنت غني؟ أجعل أموالك تخدم حاجات الفقراء . وهل أنت فقير؟ لتكن خدماتك مقبولة لدى الاغنياء. فان كان عملك نافعا لك وحدك فخدمتك التي تتظاهر بتقديمها لله هي كذب“ (٨٩). GC 169.1

كان الناس يصغون وقد سحرتهم تلك الاقوال . لقد كسر خبز الحياة لتلك النفوس الجائعة . وقد رُفع المسيح أمامهم أعلى من الباباوات والسفراء والاباطرة والملوك . ولم يُشِر لوثر الى مركزه المحفوف بالمخاطر، ولم يحاول أن يجعل نفسه موضو ع التفكير او العطف . فاذ كان يتأمل في المسيح لم يكن يرى ذاته، بل اختفى خلف رجل جلجثة، محاولا أن يقدم يسوع وحده كفادي الخطاة. GC 169.2