الصراع العظيم

91/424

يدعى للمثول أمام المؤتمر

وفي الحال عين المجلس لجنة لاعداد بيان بحوادث طغيان البابا وظلمه الذي أثقل كاهل الشعب الالماني . فهذه القائمة التي اشتملت على أكثر من مئة وصف قُدمت الى الامبراطور مشفوعة بالتماس اتخاذ الاجراءات السريعة للقضاء على تلك الفضائح . وقال مقدمو تلك العريضة: ”يا لَضَيْعة نفوس المسيحيين ويا لهول حوادث النهب والاغتصاب بسبب الفضائح المحيطة بسيد العالم المسي حي! ان الواجب يقتضينا ان نضع حدا للخراب والعار اللذين لحقا ببلادنا وشعبن ا. فلهذا السبب نحن بكل تواضع بل بكل الحاح نتوسل اليك يا صاحب الجلالة أن تأمر باجراء اصلاح عام وتباشر اتمامه“ (٨٥). GC 165.3

وهنا طلب المجلس حضور المصلح ليمثل امامهم . وعلى الرغم من توسلات اليا ندر واحتجاجاته وتهديداته قبل الامبراطور ذلك الطلب اخيرا ودُعي لوثر للمثول أمام المجلس . وقد أرسل مع ذلك الامر الرسمي صك أمان مؤكدا له أنه سيعود الى مكان أمين . وقد حمل هاتين الرسالتين رسول انطلق الى وتنبرج لكي يأتي بلوثر الى ورمس. GC 165.4

ارتعب اصدقاء لوثر واغتمو ا. فاذ كانوا يعرفون شدة التعصب والعداء اللذين يضمرهما له خصومه كانوا يخشون أنه حتى صك الامان المرسل اليه قد لا يُحترم، ولذلك توسلوا اليه الا يخاطر بحياته . فأجابهم بقوله: ”ان البابويين لا يرغبون في ذهابي الى ورمس بل يرغبون في ادانتي وموتي . ولكن ذلك لا يهم. لا تصلُّوا لاجلي بل لأجل كلمة الله ... ان المسيح سيمنحني روحه لأنتصر على خدام الضلال هؤلاء . اني أحتقرهم مدى حياتي وسأنتصر عليهم بموتي . إنهم في ”ورمس“ يتآمرون لإرغامي على التراجع، وهذا ما سأقوله في تراجعي: ”لقد قلت قبلا ان البابا هو نائب المسيح، أما الآن ف أقر أنه عدو ربنا وخصمه ورسول الشيطان““ (٨٦). GC 166.1