الصراع العظيم

51/424

لا سلام الا في اتِّباع المسيح

”ينبغي لكل انسان أمين الا يتبع البابا نفسه او ايا من القديسين الا في الامور التي يكون فيها تابعا للرب يسوع المسيح . لان بطرس وأبني زبدى اذ كانوا يشتاقون الى الحصول على الكرامة العالمية، ما هو على نقي ض اتِّباع خطوات المسيح، فقد أخطأوا. ففي تلك الاخطاء لا يصلحون لان يكونوا مُثلا تحتذى... GC 102.3

”ينبغي للبابا أن يترك للسلطات الدنيوية كل سيادة وحكم زمني. ولأجل ذلك عليه ان يرعى بحق اكليروسه كافة وينصحه، لأن هذا ما فعله المسيح وعلى الخصوص بواسطة رسله . ولذلك فان كنت قد اخطأت في أي من هذه الامور فانا بكل تواضع اخضع لكل تأديب،حتى للموت اذ دعت الضرورة. GC 102.4

ولو كنت اسعى وفقا لارادتي او رغبتي الشخصية لتقدمت بكل تأكيد للمثول امام اسقف روم ا. لكنّ الرب قد افتقدني على عكس ذلك، وعلمني ان اطيع الله بالاحرى لا الناس“. GC 103.1

وفي ختام ر سالته قال: ”لنصل الى الله طالبين منه ان يوقظ البابا واربان السادس، وقد بدأ خدمته، حتى يتبع بكل أمانة هو وكل رجال الاكليروس مثال الرب يسوع المسيح في الحياة والعادات، وحتى يعلموا الشعب، على نحو فعال مجدٍ، أن يتبعوا المسيح هم ايضا في الحياة والعادات“ (١٥). GC 103.2

وهكذا قدم ويكلف للبابا وكرادلته وداعة المسيح وتواضعه، مستعرضا لا امامهم فقط بل ايضا امام العالم المسيحي اجمع، الفرق بينهم وبين السيد الذي ادعوا انهم يمثلون. GC 103.3

كان ويكلف يتوقع بكل تأكيد ان يبذل حياته ثمن ولائه لسيده، فلقد اتحد الملك مع البابا والاساقفة على اهلا كه. وبدا اكيدا انه بعد شهور قليلة على الاكثر سيموت احتراقا، لكنّ شجاعته لم تضعف ولا فُلَّت عزيمته . فقد قال لبعض من حوله: ”ما لكم تتحدثون عن طلب اكليل الاستشهاد كأنه بعيد؟ انكم اذا بشّرتم بانجيل المسيح على مسامع الاساقفة المتعجرفين فلن يخطئكم الاستشهاد. ما هذا! هل اعيش وأظل صامتا؟ ... كلا مطلق ا! فلتسقط الضربة فأنا منتظر مجيئها“ (١٦). GC 103.4

لكنّ عناية الله ظلت تحمي عبده وتحرسه . فذلك الرجل الذي ظل طوال حياته واقفا بشجاعة مدافعا عن الحق، معرَّضا للخطر كل يوم، ما كان ليسقط فريسة اعدائه وكراهيتهم . لم يحاول ويكلف ابدا ان يحمي نفسه لكنّ الرب كان حاميا له وحارسا، والآن عندما أحس الاعداء انهم قد تمكنوا من فريستهم فقد رفعته يد الله بعيدا من متناول ايديهم . فاذ كان في كنيسته في لترورث مزمعا ان يقدم الى الشعب المائدة المقدسة سقط على الارض اذ هاجمه مرض الفالج . وبعد وقت قصير اسلم الروح. GC 103.5

لقد عين الله لويكلف عمله، ووضع في فمه كلام الحق، وأقام حوله حارسا حتى يصل هذا الكلام الى مسامع الشعب . وطالت أيامه، وطالت سنوات التعب والكدح، الى أن وُضع أساس الاصلاح العظيم. GC 104.1

خرج ويكلف من غمرة عصور الظلام . ولم يكن احد قد سبقه حتى ينسج نظ ام الاصلاح الذي قام به على منواله . فاذ أقيم كيوحنا المعمدان ليتمم وينجز رسالة خاصة، كان بشير عهد جديد . ومع ذلك فقد كان يوجد في نظام الحق الذي قدمه وحدة وكمال لم يتفوق عليه فيهما المصلحون الذين أتوا بعده، وبعضهم لم يصلو ا الى مستواه حتى بعده بمئة سنة . لقد كان الاساس الذي وضعه متسعاً وعميقاً كما كانت البُنية ثابتة وحقيقية حتى لم يكن هنالك ما يدعو إلى أن يعيد من جاؤوا بعده إقامتها من جديد. GC 104.2