الصراع العظيم

415/424

المسيح يظهر

ومرة اخرى يُظهر المسيح نفسه أمام عيون أعدائه . وفوق المدينة على ارتفاع شاهق يوجد عرش عالٍ ومرتفع على أساس من الذهب المصقول . وعلى هذا الع رش يجلس ابن الله وحوله رعايا ملكوته . ولا يمكن لافصح لسان ان يصف قدرة المسيح وجلاله، ولا يمكن لقلم كاتب ان يصوره . ان مجد الله السرمدي يحيط بابنه وبهاء حضوره يملأ مدينة الله ويفيض خارج الابواب ويملأ الارض كلها بلألائه. GC 718.1

واقرب الناس الى العرش هم أولئك الذين ك انوا قبلا متحمسين للشيطان، ولكن اذ كانوا كشعلات منتشلة من الحريق فقد اتّبعوا مخلصهم في تكريس عميق قوي . ويلي هؤلاء أولئك الذين قد كملوا الصفات المسيحية واحتفظوا بها في وسط الكذب والالحاد، أولئك الذين أكرموا شريعة الله في وقت اعتبرها العالم المسيحي باطلة، وملا يين من كل الاجيال الذين استشهدوا لاجل ايمانهم . وخلف هؤلاء يوجد ”جمع كثير لم يستطع أحد ان يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل“ (رؤيا ٧: ٩). لقد انتهت حربهم وأحرزوا الانتصار . لقد اكملوا السعي وأخذوا الجعالة . وسعف النخل التي في أيديهم هي رمز الانتصار، والثياب البيض هي رمز لبر المسيح الخالي من العيب الذي صار لهم الآن. GC 718.2

ثم ان المفتدين ينشدون ترنيمة حمد تعلو ويرن صداها في كل ابهاء السماء فيقولون: ”الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف“ (رؤيا ٧ : ١٠ ) .والملائكة والسرافيم يشتركون باصواتهم في هذا التمجيد . وكما قد رأى المفتدون قوة الشيطان وخبثه، فقد رأوا كما لم يروا قبلا انه لا توجد قوة غير قوة المسيح كان يمكن ان تمنحهم النصرة . وفي كل ذلك الج مع المتألق بالنور لا يوجد احد ينسب الخلاص الى نفسه كما لو انه قد انتصر بقوته وصلاحه . ولا يذكر شيء عما قد فعلوه أو قاسوه، لكنّ عبء كل اغنية ومطلع كل انشودة هو: ”الخلاص لالهنا وللخروف. GC 718.3