الصراع العظيم

338/424

تعليم شائع

وكم هو ممقوت لكل من يحس بالمحبة والرحمة، وحتى لشعورنا بالعدالة، اعتقادنا ان الاموات الاشرار سيعذبون بالنار والكبريت في لهيب الجحيم الى الابد، وانهم لأجل الخطايا التي ارتكبوها مدى حياتهم القصيرة على الارض سيقاسون اهوال العذاب مدى اجيال أبدية الله . ومع ذلك فقد لُقن الناس هذه العقيدة التي انتشرت الى مدى بعيد ولا تزال مثبتة في عقائد العالم المسيحي . وقد قال احد دكاترة اللاهوت العلماء: ”ان منظر عذابات الجحيم سيزيد من غبطة القديسين الى الابد . فعندما يرون غيرهم ممن لهم طبيعتهم نفسها ووُلدوا في ظروف شبيهة بظروفهم وقد غمرهم ذلك البؤس، أما هم فقد امتازوا عن اولئك التعساء ،فهذا سيجعل هم يحسون بعظمة سعادتهم“. وقد نطق آخر بهذا القول: ”عندما يُنفَّذ حكم الطرد والرفض على آنية الغضب فان دخان عذابهم سيصعد الى الابد أمام عيون أواني الرحمة الذين بدلا من مشاطرة اولئك الاشقياء في شقائهم سيقولون: آمين، هللويا ! سبحاً للرب!“. GC 582.1

أين يوجد هذا التعليم على صفحات كلمة الله ؟ وهل المفتدون في السماء سيكونون مجردين من عواطف الرأفة والرحمة وحتى المشاعر البشرية التي يشترك فيها جميع بني الانسان ؟ وهل هذه ستُستبدل بعدم اكتراث الرواقيين او قسوة المتوحشين ؟ كلا، أبدا، فهذا ليس ما يعلم به كتاب الله . فأولئك الذين يقدمون الآراء المعبر عنها في الاقتباسات السابقة قد يكونون قوما علماء ومخلصين لكنهم مخدوعون بمغالطات الشيطان . فهو يجعلهم يسيئون فهم التعبيرات القوية الواردة في الكتاب اذ يصبغ لغة الكتاب بصبغة المرارة والخبث التي هي من خصائصه ولكن لا صلة لها بخا لقنا، فهو الذي قال: ”حي أنا يقول السيد الرب أني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة فلماذا تموتون“ (حزقيال ٣٣ : ١١). GC 582.2

أي كسب يناله الله لو أننا سلمنا بأنه يسر بمشاهدة خلائقه يعذبون عذابا ابديا، وأ نه ينتعش وهو يسمع آهات خلائقه وصرخاتهم ولعناتهم وهم يتعذبون محبوسين في نار الجحيم؟ وهل يمكن أن تكون هذه الصرخات المفزعة نغمات موسيقية في أذني المحبة السرمدية ؟ وقد قيل ان ايقاع الشقاء الابدي على العالم الشرير سيبرهن على كراهة الله للخطيئة كشر مدمر لسلام الكون ونظامه . يا لهذا من تجديف مخيف ! كما لو أن كراهية الله للخطيئة هي سبب دوامه ا. لأنه بناء على تعاليم هؤلاء اللاهوتيين فالعذابات التي لا تنقطع بلا رجاء في الرحمة مستقبلا تصيب اولئك الضحايا الاشقياء بالجنون، و اذ يعبرون عن اهتياجهم وغضبهم باللعنات والتجاديف يزيدون على مدى أجيال الابد من أحمال ذنوبهم اثقالا فوق أثقال . ان مجد الله لا يتحقق بالاستمرار في تكويم الخطايا مدى اجيال الابد. GC 582.3