الصراع العظيم

331/424

عمل الضلال المسر

ان الذين لا يرغبون في قبول حقائق الكتاب الواضحة المؤثرة يبحثون دوما عن الخرافات المسرة التي تهدئ ضمائرهم . وكلما كانت التعاليم المقدمة أقل روحانية وانكارا للذات واذلالا للنفس قبلها الناس بسرور . هؤلاء الناس يحطون من قدر القوى العقلية في سبيل خدمة شهواتهم الجسدية . واذ يدفعهم غرورهم الى اعتبار أنفسهم أحكم من أن يفتشوا الكت ب بنفوس منسحقة وبالصلوات الحارة في طلب الارشاد الالهي لا يجدون ترسا يقيهم من الضلال. والشيطان على استعداد لان يمنح القلب مشتهاه وهو يلصق أكاذيبه في موضع الحق . لقد بسطت البابوية سلطانها على عقول الناس بهذه الطريقة، واذ يرفض البروتستانت الحق لانه يتطلب حمل الصليب فهم يسيرون في الطريق نفسه. فكل من يهملون كلمة الله ليدرسوا آداب اللياقة واللباقة والسياسة حتى لا يكونوا على خلاف مع العالم سيُتركون ليقبلوا الهرطقة اللعينة بدلا من الحق الديني. والذين بمحض اختيارهم يرفضون الحق سيقبلون كل أشكال الضلال التي تخطر على ا لبال .ومَن ينظر برعب الى أحد الضلالات سيقبل ضلالا آخر بسرعة. ان بولس الرسول، وهو يتكلم عن فئة من الناس الذين ”لم يقبلوا معرفة الحق حتى يخلصوا“، يعلن قائلا: ”ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سرو ا بالاثم“ (٢ تسالونيكي ٢: ١٠ — ١٢). فحيال هذا الانذار ينبغي لنا أن نسهر ونكون على حذر بالنسبة الى التعاليم التي نقبلها. GC 569.3