الصراع العظيم

330/424

صرخة التساهل

ان الناس اذ ين طقون بكلمة التساهل يتعامون عن مكايد العدو في حين انه طول الوقت يعمل بكل مثابرة لاتمام غرضه . واذ ينجح في ابدال الكتاب المقدس بالنظريات البشرية يُلقي بشريعة الله جانبا وترزح الكنائس تحت عبودية الخطيئة في حين أنهم يدَّعون أنهم أحرار. GC 568.1

لقد صار البحث العلمي لعنة لكثيرين . ان الله سمح أن ينسكب فيض من النور على العالم في الاستكشافات في العلوم والفنون . ولكن حتى أعظم العقول الجبارة ان لم تكن كلمة الله مرشدا لهم في بحثهم فسيرتبكون في محاولاتهم أن يفحصوا العلاقات بين العلم والوحي الالهي. GC 568.2

ان المعرفة البشرية للاشياء الم ادية والروحية هي معرفة جزئية ناقصة، ولذلك يعجز كثيرون عن التوفيق بين آرائهم العلمية وحقائق الكتاب . وكثيرون يقبلون النظريات والآراء المحضة كحقائق علمية ويظنون أن كلمة الله يجب أن تختبر بتعاليم ”العلم الكاذب الاسم“ (١ تيموثاوس ٦ : ٢٠). ان الخالق وأعماله فوق ادراكهم . ولكونهم لا يستطيعون ايضاح هذه الامور بالقوانين الطبيعية فهم يعتبرون تاريخ الكتاب مما لا يُركن اليه . والذين يشكّون في وثوق سجلات العهدين القديم والجديد وثباتها يتقدمون في غالب الاحيان خطوة جريئة اخرى فيشكون في وجود الله وينسبون قوته غير المحدودة الى الطبيعة . فحيث قد افلتوا المرساة من ايديهم يُتركون ليصطدموا بصخور الالحاد. GC 568.3

وهكذا يضل كثيرون عن الايمان وينخدعون باكاذيب الشيطان . لقد حاول الناس أن يكونوا أحكم من خالقهم، وقد حاولت الفلسفة البشرية ان تكتشف وتفسر أسرارا لن يمكن اكتشافها أو اعلانها مدى دهو ر الابد . ولو بحث الناس وفهموا ما قد أعلنه الله عن نفسه ومقاصده لحصلوا على رؤىا عظيمة لمجد الله وجلاله وقدرته بحيث يتحققون من حقارتهم ويقنعون بما قد أعلن لهم ولأولادهم. GC 569.1

انها طُرفة من طرف مخادعات الشيطان كونه يجعل عقول الناس تبحث وتخمن ما لم يعلنه الله وما يقصد أن يبقيه طي الخفاء فلا يدركه أحد . على هذا النحو سقط لوسيفر من مركزه الذي كان له في السماء . لقد صار متبرما لانه لم يُستأمن على كل اسرار مقاصد الله واستخف تمام بما قد أعلن له عن عمله في المركز السامي الذي عُين فيه . واذ أثار التذمر نفسه في نفوس الملائكة الذين تحت أمرته تسبب بسقوطهم . والآن هو يحاول أن يرسخ الروح نفسها في أذهان الناس وان يجعلهم يستخفون بأوامر الله الصريحة. GC 569.2