الصراع العظيم

306/424

فتح الاسفار

وعندما تفتح الاسفار في الدينونة تستعرض أمام الله حياة كل من قد آمنوا بيسوع . فاذ يبدأ شفيعنا بحياة من قد عاشوا اولا على الارض فهو يستعرض قضايا كل جيل بالتتابع ويختتم ذلك بالاحياء . كل اسم يذكر وكل قضية تفحص بتدقيق . فتقبل بعض الاسماء وترفض اسماء أخرى . ومتى وجد في الاسفار خطايا البعض باقية اذ لم يتوبوا عنها ولم تغفر فاسماؤهم تمحى من سفر الحياة . وكل ما كتب لهم من أعمال صالحة في سفر تذكرة الله يمحى. لقد أعلن الله قائلا لموسى: ”من أخطأ اليَّ امحوه من كتابي“ (خروج ٣٢ : ٣٣). والنبي حزقيال يقول: ”واذا رجع البار عن بره وعمل اثما ... كل بره الذي عمله لا يذكر“ (حزقيال ١٨ : ٢٤). GC 525.4

فكل من قد تابوا عن الخطيئة توبة صادقة وبالايمان صار لهم الحق في دم المسيح كذبيحتهم الكفارية كُتب أمام أسمائهم في أسفار السماء الغفران اذ قد صاروا شركاء في بر المسيح ووُجد ان صفاتهم على وفاق مع شريعة الله . هؤلاء تُمحى خطاياهم ويُحسبون اهلا للحياة الابدية . والرب يعلن على لسان اشعياء النبي قائلا: ”أنا أنا هو الماحي ذنوبك لاجل نفسي وخطاياك لا أذكرها“ (اشعياء ٤٣ : ٢٥). ولقد قال يسوع: ”من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر ا لحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته“، ”فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبي الذي في السموات . ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات“ (رؤيا ٣ : ٥ ؛ متى ١٠ : ٣٢ و ٣٣). GC 526.1

ان اعظم اهتمام يبديه الناس باحك ام المحاكم الارضية انما يمثل على نحو باهت الاهتمام الذي يبدو في محاكم السماء عندما تستعرض الاسماء المكتوبة في سفر الحياة أمام ديان كل الارض . وسيقدم الوسيط الالهي التماسا بأن كل من قد انتصروا بالايمان بدمه تغفر لهم معاصيهم ليعودوا الى وطنهم في جنة عدن، ويكللون كمن هم وارثون معه ”الحكم الاول“ (ميخا ٤ : ٨). ان الشيطان اذ بذل جهوده ليخدع جنسنا ويجربنا كان يفكر في احباط الخطة الالهية في خلق الانسان ولكن ها المسيح الآن يسأل ان تنفذ هذه الخطة كما لو لم يكن الانسان قط أخطأ قط أو سقط. انه لا يسأل الغفران والتبرير التام الشامل لشعبه فحسب، بل ايضا ان يشاركوه في مجده ويجلسوا معه في عرشه. GC 526.2