الصراع العظيم

299/424

لا تمجيد للذات

وعندما سمع أيوب صوت الرب من العاصفة صاح قائلا: ”أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد“ (أيوب ٤٢ : ٦). وعندما رأى اشعياء مجد الرب وسمع الكروبيم ينادون قائلين: ”قدوس قدوس قدوس رب الجنود“ صرخ قائلا: ”ويل لي اني هلكت“ (اشعياء ٦ : ٣ و ٥). وبولس بعدما اختطف الى السماء الثالثة وسمع أشياء لا يجوز لانسان أن ينطق بها يتحدث عن نفسه على أنه ”أصغر جميع القديسين“ (٢ كورنثوس ١٢ : ٢ ٤؛ أفسس ٣: ٨). ويوحنا الحبيب الذي اتكأ على صدر يسوع ورأى مجده سقط كميت أمام رجلي الملاك (رؤيا ١ : ١٧). GC 513.3

لا يمكن للذين يسيرون في ظل الصليب أن يمجدوا أنفسهم أو يدعوا أنهم قد تحرروا من الخطيئة . فهم يحسون بأن خط يئتهم هي التي تسببت في الآلام والعذابات التي سحقت قلب ابن الله، وهذا الفكر يقودهم الى التذلل والانسحاق. والذين هم أقرب الناس الى يسوع يدركون كل الادراك ضعف البشرية وشرها، وان رجاءهم الوحيد هو في استحقاق مخلصهم المصلوب والمقام. GC 514.1

ان التقديس المشهور الآن في ع الم الدين يحمل معه روح تمجيد الذات والاستخفاف بشريعة الله مما يجعله يختلف عن ديانة الكتاب . والذين يدافعون عنه يعلِّمون الناس قائلين ان التقديس هو عمل لحظة بواسطته يحصلون على القداسة الكاملة بالايمان وحده . وهم يقولون: ”آمن فقط فتحصل على البركة“. ويظنون أنه لا يُطلب ممن ينال هذه البركة أن يبذل أي مجهود بعد ذلك . وهم في الوقت نفسه ينكرون سلطان شريعة الله ويحتجون قائلين انهم قد تحرروا من التزام حفظ الوصاي ا. ولكن أيمكن للناس أن يكونوا قديسين طبقا لمشيئة الله وصفاته من دون أن يكونوا في حالة وفاق مع المبادئ التي ه ي تعبير عن طبيعته ومشيئته والتي ترينا ما الذي يرضيه ؟ GC 514.2