الصراع العظيم

298/424

بالايمان فقط

ويمكن انجاز هذا العمل بواسطة الايمان بالمسيح فقط وبواسطة قوة روح الله الساكن في القلب . ان بولس يوصي المؤمنين بقوله: ”تمموا خلاصكم بخوف ورعدة لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من أجل المسرة“ (فيلبي ٢ : ١٢ و ١٣). سيحس المسيحي بنوازع الخطيئة لكنه سيثير عليها حربا دائمة لا هوادة فيه ا. هذا هو الوقت الذي فيه يحتاج المؤمن الى معونة المسيح، فيتحد الضعف البشري بالقوة الالهية ويهتف الايمان قائلا : ”شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح“ (١ كورنثوس ١٥ : ٥٧). GC 512.1

يعلمنا الكتاب بكل وضوح أن عمل التقديس متدرج . فاذ يجد الخاطئ في التجديد سلاما مع الله بدم الكفارة تكون الحياة المسيحية قد بدأت. وعليه الآن أن يتقدم ”الى الكمال“ (عبرانيين ٦ : ١) وينمو ”الى قياس قامة ملء المسيح“. يقول بولس الرسول: ”أفعل شيئا واحدا اذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد الى ما هو قدام . أسعى نحو الغرض لاجل جعالة د عوة الله العليا في المسيح يسوع“ (فيلبي ٣ : ١٣ و ١٤). وبطرس يضع أمامنا الخطوات التي بواسطته ا يمكننا الوصول الى حالة التقديس كما رسمه الكتاب فيقول: ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا وفي التع فف صبرا وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية وفي المودة الاخوية محبة ... لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبدا“ (٢ بطرس ١ : ٥ — ١٠). GC 512.2

ان الذين يختبرون التقديس الكتابي لا بد أن يظهروا روح الوداعة . فهم كموسى قد رأوا عظمة جلال القداسة ويرون عدم است حقاقهم على نقيض طهارة الاله السرمدي وكماله السامي. GC 513.1

كان النبي دانيال مثالا للتقديس الحقيقي . لقد قضى حياته الطويلة في الخدمة النبيلة لسيده . كان ”الرجل المحبوب“ لدى السماء (دانيال ١٠ : ١١). ومع ذلك فبدلا من أن يدعي لنفسه الطهارة والقداسة اعتبر نفسه واحدا من بني اسرائيل الخطأة في الحقيقة عندما كان يتوسل لاجل شعبه أمام الله فيقول : ”لا لاجل برنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك بل لاجل مراحمك العظيمة“، ”أخطأنا عملنا شرا“، ثم يعلن قائلا: ”وبينما أنا أتكلم وأصلي وأعترف بخطيئتي وخطيئة شعبي“. وبعد ذلك عندما ظهر له ابن الله ليعلمه ويقدم اليه ارشادا يقول دانيال: ”ونضارتي تحولت فيَّ الى فساد ولم أضبط قوة“ (دانيال ٩ : ١٨ و ١٥ و ٢٠ ؛ ١٠ : ٨). GC 513.2