الصراع العظيم

287/424

ثغرة في الشريعة

وبعد ذلك يشير النبي الى الفريضة التي قد تركت فيقول: ”تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى . ان رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت السبت لذة ومقدس الرب مكرما واكرمته عن عمل طرقك وعن ايجاد مسرتك والتكلم بكلامك . فانك حينئذ تتلذذ بالرب“ (اشعياء ٥٨ : ١٢ — ١٤). ثم ان هذه النبوة تنطبق على عصرنا الحاضر . لقد حدثت ثغرة في الشريعة الالهية عندما أبدل السبت بسلطان روما. ولكن قد جاء الوقت الذي فيه تعود تلك الوصية الى ما كانت عليه . لا بد من ترميم الثغرة واقامة اساسات دور فدور. GC 494.3

ان السبت اذ تقدس براحة الخالق وبركته كان آدم يحفظه وهو في حالة البرارة في جنة عدن المقدسة، وحتى بعدما سقط وتاب عندما طرد من ذلك المسكن السعيد . وكان كل الآباء يحفظونه من هابيل الى نوح البار الى ابراهيم الى يعقوب . واذ كان الشعب المختار في مصر ارض العبودية فكثيرون منهم اذ كانوا محاطين بالوثنية المتفشية لم تكن عندهم معرفة بشريعة الله، ولكن عندما حررهم الرب اعلن شريعته لذلك الجمهور المجتمع في جلال رهيب لكي يعرفوا مشيئته ويتقوه ويطيعوه الى الابد. GC 495.1

منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا حُفظت معرفة شريعة الله في الارض وحفظ سبت الوصية الرابعة . ومع ان ”انسان الخطيئة“ أفلح في دوس يوم الله المقدس بالاقدام، فحتى في ابان سني سيادته وجدت نفوس امينة في اماكن خفية مستترة كانت تحفظ السبت وتكرمه . ومنذ ايام الاصلاح وجد في كل جيل قوم كانوا يحفظونه . ومع انهم كانوا مكتنفين من كل جانب بالتعييرات والاضطهادات فقد ظلوا يشهدون لدوام شريع ة الله وثباتها والالتزام المقدس بحفظ سبت الخليقة. GC 495.2

هذه الحقائق كما هي مقدمة في رؤيا اصحاح ١٤ في ارتباطها “ بالبشارة الابدية ” ستميز كنيسة المسيح في وقت ظهوره . لانه نتيجة للرسالة المثلثة يعلن الكتاب قائلا: ”هنا الذين يحفظون وصايا الله وايمان يسوع“. وهذه هي آخر رسالة تقدم قبل مجيء الرب . وبعد اعلانها مباشرة يرى النبي ابن الانسان آتيا في مجده ليجمع حصيد الارض. GC 495.3