الصراع العظيم

255/424

اهتمام عظيم

واذ سمع جماعة المنتظرين النداء القائل ”هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه“ ”قامت جميع اولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن“؛ لقد درسوا كلمة الله غير المعروفة لديهم من قبل بأعظم اهتمام . وأُرسل من السماء ملائكة لايقاظ الذين خارت عزائمهم وإعدادهم لقبول الرسالة . فالعمل لم يثبت بحكمة الناس وعلومهم بل بقدرة الله . والذين كانوا أول من سمعوا النداء وأطاعوه لم يكونوا أعظم الناس الموهوبي ن بل أعظمهم تواضعا وتكريس ا. لقد ترك الفلاحون محاصيلهم في الحقول والميكانيكيون القوا آلاتهم جانبا، وبدموع الفرح خرجوا ليقدموا الانذار. والذين كانوا قبلا قادة في هذا العمل صاروا آخر من انضموا الى هذه الحركة. فقد اغلقت الكنائس ابوابها بوجه عام ضد هذه الرسالة وانسحب من الارتباط بها جمع كبير ممن قبلوه ا. ورتبت عناية الله ان يتحد هذا الاعلان برسالة الملاك الثاني، وهذا اضفى قوة على ذلك العمل. GC 443.1

ان الرسالة القائلة ”هوذا العريس مقبل!“ لم تكن مسألة حجة، مع أن البرهان الكتابي كان واضحا وقاطع ا. فقد كان يصحب الرسالة قوة دافعة تحرك النفس. لم يكن هنالك شك او تساؤل. فعند دخول المسيح الانتصاري الى اورشليم تقاطر الى جبل الزيتون جموع الناس الذين اجتمعوا من كل انحاء البلاد لاحياء العيد، واذ انضموا الى الجمع الذي كان يرافق يسوع امسكوا بوحي الساعة واشتركوا في الهتاف قائلين: ”مبارك الآتي باسم الرب“ (متى ٢١ : ٩). هكذا فعل غير المؤمنين الذين تقاطروا على اجتماعات المجيئيين، بعضهم مدفوعين بحب الاستطلاع وآخرون بقصد السخرية، والجميع احسوا بالقوة المقنعة المرافقة لهذه الرسالة: ”هوذا العريس مُقبل“! GC 443.2

في ذلك الوقت كان يوجد ايم ان جعل الصلاة تُستجاب، وهو ايمان كان ينظر الى المجازاة . فكالسيول النازلة على الارض العطشى نزل روح النعمة على اولئك الطالبين الغيورين . واولئك الذين كانوا ينتظرون الوقوف سريعا امام فاديهم وجها لوجه شعروا بفرح مقدس لا يوصف . فقوة الروح القدس اللطيفة المؤثرة اذابت القلب اذ مُنِحتْ بركتُه الوفيرة لجماعة المؤمنين الامناء. GC 444.1

وصل الذين قبلوا الرسالة، بكل حذر ووقار، الى الوقت الذي كانوا يرجون فيه ان يلاقوا سيدهم، وفي كل صباح احسوا ان واجبهم الاول يقتضيهم ان يحصلوا على برهان قبولهم لدى الله . كانوا متحدي القلوب ويصلون كثيرا معا بعضهم لاجل بعض. وكثيرا ما كانوا يلتقون معا في اماكن منعزلة لكي تكون لهم شركة مع الله، وكانت الصلوات تسمع صاعدة من الحقول والغياض . ان يقين رضى المخلص عنهم كان اهم في نظرهم من الطعام، واذا غشت سحابة عقولهم لم يكونوا يستريحون حتى تنقشع . واذ كانوا يشعرو ن بشهادة النعمة الغافرة كانوا يتوقون الى مشاهدة ذاك الذي كانت تحبه نفوسهم. GC 444.2