الصراع العظيم

177/424

ترف الارستقراطيين ورذائلهم

وكان البلاط الملكي مستسلما للترف والخلاعة. ولم يكن الشعب يثق كثيرا بالحكام، ولا كان الحكام يثقون كل الثقة بالشعب. ولقد حامت الشكوك حول كل اجراءات الحكومة على أنها متآمرة وأنانية. وقبل الثورة بأكثر من نصف قرن كان لويس الخامس عشر متربعا على العرش، وكان يُعتبر حتى في تلك الايام الشريرة ملكا كسولا تافها شهوانيا مستهترا. ولما كان أشراف تلك الامة فاسدين وقساة، والط بقة الدنيا فيها فقراء وجهلة وكانت الدولة مرتبكة في شؤونها المالية والشعب ساخطا وناقما، فلم تكن ثمة حاجة الى عين نبي لترى، من بعيد، الثورة القادمة الوشيكة الوقوع . وكان الملك معتادا أن يقول لمستشاريه الذين كانوا ينذرونه بوقوع الكارثة: ”اجعلوا كل شيء يسير على سجيته طالما أنا حيّ، وبعد موتي ليكن ما يكون“. وعبثا ألحوا عليه في اجراء اصلاح واجب الوقوع . لقد رأى الشرور متفشية، ولكن كانت تعوزه الشجاعة والقوة لصده ا. وكان كلام الملك الكسول الاناني أصدق تصوير للهلاك الذ ي كان موشكا أن يحل بفرنسا عندما قال: ”ومن بعدي الطوفان!“. GC 313.1

عندما استعانت روما بحسد الملوك والطبقات الحاكمة أثرت عليهم حتى يبقوا الشعب في عبوديته، اذ كانت تعلم جيدا أن هذا يضعف الدولة، وكانت ترمي من وراء تلك الوسيلة الى ابقاء الح كام تحت نير عبوديته ا. وبسياستها الواعية والبصيرة بالعواقب أحست أنها لكي تستعبد الناس استعبادا فعالا ينبغي أن تكبل نفوسهم، وأن الطريقة الاكيدة لمنعهم من الافلات من عبوديتهم هي جعلهم غير أهل للحرية . لقد كان الانحطاط الاخلاقي أرهب أضعافا مضاعفة م ن الآلام الجسدية التي نجمت عن سياسته ا. واذ حُرم الشعب من الكتاب المقدس وتُركوا لتعاليم التعصب والانانية فقد لُفوا في أكفان الجهالة والخرافات وغاصوا في أعماق الرذيلة، بحيث غدوا غير مؤهلين لحكم أنفسهم. GC 314.1