الصراع العظيم

167/424

اتمام حرفي للنبوة

هذه النبوة تمت حرفيا وبطريقة مدهشة في تاريخ فرنس ا. ففي أثناء الثورة التي نشبت في عام ١٧٩٣ ”لاول مرة سمع العالم عن جمع من الناس؛ ولدوا وتهذبوا في أحضان المدنية وكانوا يدعون أن لهم الحق في أن يسوسوا دولة من أجمل دول أوروبا، يرفعون أصواتهم مجاهرين بانكار أعظم حق مقدس تقبله نفس الانسان، ويُجمعون على انكار الاعتقاد بالله وبعبادته“ (٢٣٩). ”ان فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي سُجل عليها أنها كأمة رفعت يدها في تحد وتمرد ضد خالق الكون. لقد وجد ولا يزال يوجد كثيرون من المجدفين والملحدين في انجلترا والمانيا وأسباينا وفي كل مكان، لكنّ فرنسا تقف وحدها في تاريخ العالم كالدولة الوحيدة التي بموجب قرار جمعيتها التشريعية أعل نت أنه لا يوجد إله والتي قبل كل سكانها في العاصمة وأكثرية الناس في أماكن أخرى ذلك الاعلان وهم يرقصون بفرح عظيم، سواء في ذلك الرجال والنساء“ (٢٤٠). GC 301.1

وتميزت فرنسا كذلك بتلك السمة التي اشتهرت بها سدوم، ففي أثناء الثورة ظهرت حالة انحط اط وفساد خلقي شبيهة الحالة التي استمطرت جامات الغضب على مدن السهل . وها هو المؤرخ يعرض إلحاد فرنسا ودعارتها جنبا الى جنب كما هما مقدمان في النبوة فيقول: ”وقد ارتبط بهذه القوانين التي تمس الدين ذاك الذي حوّل وحدة الزواج — وهو اقدس ارتباط يمكن أن يكوّنه بن و الإنسان ويؤدي دوامه الى زيادة التماسك في المجتمع — الى حالة عقد مدني مؤقت يُتاح لرجل وامرأة أن يرتبطا به أو يفسخاه متى أرادا ... فلو أن الشياطين عملوا وكدوا لاستنباط وسيلة تؤدي حتما الى تدمير كل ما هو جليل أو وقور أو جميل أو ثابت في الحياة البيتية، ولل حصول في الوقت نفسه على ضمان أن الضرر الذي يقصدون أن يخلقوه سيدوم من جيل الى جيل، لما استطاعوا أن يستنبطوا خطة أفعل من انحطاط الزواج ... أن صوفي أرنولت، وهي ممثلة اشتهرت بسرعة خاطرها ونكاتها المستملحة، وصفت الزواج الذي أقرته الجمهورية الفرنسية بأنه ”سر الزنا““ (٢٤١). GC 301.2