الصراع العظيم

126/424

مجال ضيِّق للهرب

وقد ظهرت بعض بوادر الخطر الذي هدد البروتستانت، كما ظهرت ايضا بوادر تدل على ان يد الله قد امتدت لحماية الامناء . ففي تلك قاد ميلانكثون صديقه سيمون غريناوس في شوارع سبايرز بعجلة “ الاثناء عظيمة، وألح عليه ان يعبر نهر الرين . اندهش غريناوس من هذا التصرف وهذا الاندفاع . فقال له ميلانكثون: ”ان رجلا شيخا وقورا لا أعرفه ظهر أمامي فجأة وقال لي ان فرديناند سيرسل بعد لحظات بعض الضباط للقبض على غريناوس!“ GC 227.1

في ذلك اليوم كان فابر، أحد الملافنة البابويين المشهورين، قد افترى على غريناوس في عظة ألقاها، وفي نهايتها اعترض عليه لكونه قد دافع عن ”الضلالات الشنيعة“. ”وقد كظم فابر غضبه ولكنه في الحال توجه الى الملك الذي أعطاه أمرا ضد استاذ هيدلبرج الملحاح . ولم يشك ميلانكثون ان الله قد انقذ صديقه بكونه ارسل احد ملائكته القديسين لتحذيره. GC 227.2

واذ كان ميلانكثون واقفا ساكنا على شاطئ الرين ظل منتظرا حتى انقذت مياه ذلك النهر غريناوس من مضطهديه . فاذ رآه على الشاطئ الآخر صاح قائلاً: ”أخيراً، نعم اخيراً أفلت من أيدي أولئك المتعطشين لسفك الدم الزكي“ . ولما عدا ميلانكثون الى بيته قيل له ان بعض الضباط قلبوا بيته رأسا على عقب بحثا عن غريناوس“ (١٧٢). GC 227.3