الصراع العظيم

125/424

تبنِّي الاحتجاج

قدِّم ذلك البيان ونقش في عقول آلاف الناس كما سُجل في اسفار السماء حيث لن يستطيع بشر ان يمحوه . وقبلت كل المانيا الانجيلية هذا على انه تعبير عن ايمانها وعقيدته ا. وفي كل مكان كان الناس يرون في هذا البيان بشيرا بعصر جديد افضل . وقد قال أحد الامراء البروتستانت في سبايرز: ”ليحفظكم الله القدير الذي اعطاكم نعمة لتقديم هذا الاعتراف بهذه الشجاعة وهذا النشاط وه ذه الحرية . ليحفظكم في ثباتكم المسيحي الى يوم الدين“ (١٧١). GC 226.1

لو ان الاصلاح بعد هذا القدر من النجاح الذي احرزه رضي بمسايرة الظروف للحصول على رضى العالم لبرهن على خيانته وتنكره لمبادئه، ولكان في ذلك القضاء التام عليه . ففي اختبار هؤلاء المصلحين النبلاء درس نافع لكل الاجيال التالية. وطريقة الشيطان في مقاومته الله وكلمته لم تتغير . وهو في هذه الايام لا يزال يحارب الكتب المقدسة لكونها مرشد الانسان في حياته، كما كان يفعل في القرن السادس عشر . في ايامنا هذه انحرف الناس بعيدا من تعاليم الكتاب وفر ائضه، وذلك فهم في حاجة الى الرجوع الى المبدأ البروتستانتي العظيم : الكتاب المقدس وحده كقانون للايمان والاعمال . والشيطان لا يزال يستخدم كل وسيلة تحت يده للقضاء على الحرية الدينية. ان ذلك السلطان المضاد للمسيح، الذي قد رفضه اولئلك المحتجون في سبايرز، يحاول الآن بقوة ونشاط جديدين ان يستعيد سيادته الضائعة . وان التمسك ذاته بكلمة الله، الذي لا ميل فيه ولا انحراف والذي تجلى في تلك الازمة التي حلت بالاصلاح، هو الرجاء الوحيد للاصلاح في هذه الايام. GC 226.2