إرشادات حول الوكالة
القسم الثالث - العشور: احتياطات إلهية
١٢ - محك الإخلاص والولاء
«أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ، فَتَمْتَلِئَ خَزَائِنُكَ شِبْعًا، وَتَفِيضَ مَعَاصِرُكَ مِسْطَارًا». CSAr 65.1
تعلّمنا هذه الآية أن الله هو واهب كل النعم والبركات، وأن لديه الحق الكامل فيها، كما أنها تعلّمنا أنه يجب علينا أن نجعل هذا الحق اعتبارنا الأول، وأن بركة خاصة ستحل على كل الذين يكرمون هذا الحق. CSAr 65.2
كما يرد في هذه الآية مبدأ يُرى في كافة تعاملات الله مع البشر، فقد وضع الله أبوينا الأولين في جنة عدن، وأحاطهما بكل ما يمكن أن يعمل على سعادتهما، وطلب منهما أن يعترفا به كواهب كل الأشياء ومالكها. وفي الجنة جعل كل شجرة جيدة للأكل وبهجة للعيون أن تنمو، ولكنه صنع واحدة كاحتياط، وسمح الربّ لآدم وحواء أن يأكلا من جميع شجر الجنة، مع تحَفُّظ واحد، ألا وهو: «وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا». هنا كان اختبار شكرهما وولائهما لله. CSAr 65.3
وقد قدّم الربّ لنا أغنى كنوز السماء عندما أعطانا يسوع، والذي معه يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع. فثمار الأرض والحصاد الكثير وكنوز الذهب والفضة كلها عطاياه وبركاته، وقد وضع البيوت والأراضي والطعام والملابس في حيازة الإنسان، وهو يطلب منا أن نعترف به كواهب كل الأشياء ومالكها، ولهذا السبب يقول: من كل ما تملكونه، أحتفظ بالعُشر لنفسي، وبالإضافة إلى العطايا والتقدمات، أطلب منكم أن تأتوا بهذا العشر إلى خزانتي. هذه هي الطريقة التي وضعها الله من أجل تقدّم عمل الإنجيل. CSAr 65.4
إن الربّ يسوع المسيح، الذي بذل نفسه وقدّم حياته بالنيابة عن حياة العالم، هو الذي صمّم بنفسه هذا النظام الممنهج للعطاء. فذاك الذي ترك الديار الملكية السماوية، والذي تخلّى عن كرامته كقائد أعلى للجند السماوي، والذي ألبس ألوهيته إنسانية كي يرفع الجنس البشري الساقط، والذي من أجلنا افتقر وهو غني لكي نستغني نحن بفقره، تكلّم مع الناس، وفي حكمته عرَّفهم بخطته الخاصة لإعالة ودعم أولئك الذين يحملون رسالته إلى العالم. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٤ فبراير (شباط) ١٩٠٢. CSAr 66.1