إرشادات حول الوكالة

53/336

الإعداد لوقت الشدة والضيق

إن البيوت والأراضي لن تكون ذات قيمة أو منفعة للقديسين في وقت الشدة والضيق، لأنهم سيضطرون للفرار أمام الجموع الثائرة، وفي ذلك الوقت لن يتمكنوا من استعمال ممتلكاتهم أو التخلص منها لتقدّم العمل المتعلق بالحق الحاضر. لقد تبيّن لي أن إرادة الربّ هي أن يتخلًص القديسون من أية ديون أو التزامات عليهم قبل حلول وقت الضيق، وأن يقطعوا عهدًا مع الله بالتضحية والعطاء، فلو كرّسوا ممتلكاتهم على المذبح، واستفسروا بنية صادقة من الله عن واجبهم، سيعلّمهم الربّ ويعرّفهم الوقت الذي يتخلّصوا فيه من هذه الأشياء، وبذلك سيكونون أحرارًا في وقت الشدة والضيق، ولن تعطلهم أو تعرقلهم أية قيود. CSAr 59.4

ورأيت أنه إذا تمسّك أحد بممتلكاته، ولم يطلب إرشادًا من الربّ فيما يتعلق بواجبه، فلن يعلمه الربّ بواجبه، وسيسمح لهذه الممتلكات أن تظل في حوزته، ولكن عندما يحل وقت الضيق، ستظهر أمامه كجبل لتسحقه، وعندما يحاول أن يتصرّف فيها، لن يتمكن من فعل ذلك. سمعت البعض يندبون بهذه الطريقة: «لقد كان العمل يعاني، وكان شعب الربّ يتوق لمعرفة الحق، ولم نبذل أية جهود لتسديد الاحتياج، والآن أصبحت ممتلكاتنا عديمة الجدوى، فيا ليتنا تصرّفنا فيها، ووضعنا كنوزنا في السماء!» CSAr 60.1

ورأيت أن التضحية لم تزد، ولكنها كانت تنقص وقد تم استهلاكها، كما رأيت أن الله لم يطلب من كل أبنائه المؤمنين أن يتصرّفوا في ممتلكاتهم في نفس الوقت، ولكنهم إذا كانوا راغبين في التعلم، فالربّ سيعرّفهم، عندما تقتضي الحاجة والضرورة، متى يبيعون وكمية الأشياء التي يبيعونها. لقد طُلِب من البعض، في أزمنة ماضية، التصرّف في ممتلكاتهم لدعم العمل المجيئي وتعضيده، بينما سُمِح لآخرين بالاحتفاظ بممتلكاتهم لاستخدامها في وقت الشدة والاحتياج، وعندما يحتاج إليها العمل، فواجبهم هو أن يقوموا ببيعها. — الكتابات الأولى، صفحة ٥٦ ،٥٧. CSAr 60.2