إرشادات حول الوكالة

305/336

٦١ - عقد اتفاق مع ﷲ

عندما ينذر إنسان نذرًا لفظيًا أو كتابةً أمام أعضاء الكنيسة ويتعهِد بأنه سيقوم بتقديم مبلغ معين من المال، فهم شهود عيان على العقد الذي أُبرِم بينه وبين الله. فذلك النذر لم يُنذَر لإنسان، بل إلى الله، وهو بمثابة عقد مكتوب لأحد الجيران. ما من سند قانوني يُلزِم الإنسان المسيحي بدفع المال أكثر من العهد أو النذر الذي ينذره لله. CSAr 315.1

إن الأشخاص الذين يقدمون عهودًا لأشخاص آخرين هم، بصفة عامة، لا يطلبون التحرّر من وعودهم. إلا أن النذور التي ننذرها لله، مانح كل النِعَم والبركات، توقعنا تحت التزام أعظم. فلماذا نحاول أن نتحرّر من النذور التي ننذرها للربّ؟ وهل يعتبر الإنسان العهود المقطوعة أنها أقل التزامًا لأنها مقدمة للربّ؟ ولأن محاكم العدل لن تنظر في نذوره، فهل ينتقص ذلك من شرعيتها وصحتها؟ أينبغي للإنسان الذي يعترف بأنه مخلّص بدم ذبيحة يسوع المسيح غير المحدودة أن يسلب الله؟ أليست نذوره وأعماله موزونة في موازين العدالة في المحاكم السماوية؟ CSAr 315.2

لدى كل واحدٍ منا قضية معلّقة في محكمة السماء. فهل سيكون سلوكنا موازيًا للأدلة المقدّمة ضدنا؟ إن قضية حنانيا وسفيرة كانت من أكثر القضايا خطورة. فباختلاسهما من الثمن، كذبا على الروح القدس. وبطريقة مماثلة فالذنب سوف يستقر على كل إنسان وفقًا للجرائم والمخالفات المماثلة. CSAr 315.3

وعندما تلين قلوب الناس بحضور روح الله، تكون أكثر استعدادًا لتأثير الروح القدس، فيعرب هؤلاء الناس عن تصميمهم القوي على إنكار الذات والاستعداد للتضحية من أجل عمل الربّ. وعندما يشرق النور الإلهي في مخادع النفس والقلب بوضوح وقوة غير عاديين، فإن مشاعر الإنسان وميوله الطبيعية تُهزَم، والأنانية التي تعوّد عليها ترخي من قوة قبضتها ويتولد في النفس ميل للتشبه بصفات الربّ يسوع المسيح والتحلّي بإنكار الذات وروح الصدقة والكرم. وحينئذ تصبح ميول الإنسان الأنانية بالفطرة متسمة بالشفقة والرحمة تجاه الخطاة الضالين، فيتعهد بإخلاص أمام الله لتنفيذ مشيئته، كما تعهّد إبراهيم ويعقوب قديمًا. إن الملائكة السماويين يتواجدون في مناسبات كهذه. ومحبة الله والمحبة تجاه النفوس الهالكة تتغلب على روح الأنانية ومحبة العالم، ويصدق هذا بنوع خاص عندما يقدم الواعظ بروح وقوة الله، خطة الفداء التي وضعها جلال السماء في استعداده للتضحية بالذات على الصليب. سوف تبيّن لنا آيات الكتاب المقدس التالية كيف ينظر الله إلى المسألة المتعلقة بالنذور: CSAr 316.1

«وَكَلَّمَ مُوسَى رُؤُوسَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ» (سفر العدد ٣٠: ١، ٢). CSAr 316.2

«لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ، وَلاَ تَقُلْ قُدَّامَ الْمَلاَكِ: «إِنَّهُ سَهْوٌ«. لِمَاذَا يَغْضَبُ اللهُ عَلَى قَوْلِكَ، وَيُفْسِدُ عَمَلَ يَدَيْكَ؟» (جامعة ٥: ٦). CSAr 316.3

«أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ، أُوفِيكَ نُذُورِي ٱلَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي» (مزمور ٦٦: ١٣، ١٤). CSAr 316.4

«هُوَ شَرَكٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَلْغُوَ قَائِلاً: «مُقَدَّسٌ«، وَبَعْدَ النَّذْرِ أَنْ يَسْأَلَ!» (أمثال ٢٠: ٢٥). «إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ، كَمَا نَذَرْتَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَبَرُّعًا، كَمَا تَكَلَّمَ فَمُكَ» (تثنية ٢٣: ٢١-٢٣). CSAr 316.5

«اُنْذُرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ يَا جَمِيعَ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُ. لِيُقَدِّمُوا هَدِيَّةً لِلْمَهُوبِ« (مزمور ٧٦: ١١). CSAr 317.1

«أَمَّا أَنْتُمْ فَمُنَجِّسُوهُ، بِقَوْلِكُمْ: إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ تَنَجَّسَتْ، وَثَمَرَتَهَا مُحْتَقَرٌ طَعَامُهَا. وَقُلْتُمْ: مَا هذِهِ الْمَشَقَّةُ؟ وَتَأَفَّفْتُمْ عَلَيْهِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَجِئْتُمْ بِالْمُغْتَصَبِ وَالأَعْرَجِ وَالسَّقِيمِ، فَأَتَيْتُمْ بِالتَّقْدِمَةِ. فَهَلْ أَقْبَلُهَا مِنْ يَدِكُمْ؟ قَالَ الرَّبُّ. وَمَلْعُونٌ الْمَاكِرُ الَّذِي يُوجَدُ فِي قَطِيعِهِ ذَكَرٌ وَيَنْذُرُ وَيَذْبَحُ لِلسَّيِّدِ عَائِبًا. لأَنِّي أَنَا مَلِكٌ عَظِيمٌ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَاسْمِي مَهِيبٌ بَيْنَ الأُمَمِ» (ملاخي ١: ١٤). CSAr 317.2

«إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا للهِ فَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ، لأَنَّهُ لاَ يُسَرُّ بِالْجُهَّالِ. فَأَوْفِ بِمَا نَذَرْتَهُ. أَنْ لاَ تَنْذُرُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَنْذُرَ وَلاَ تَفِيَ» (جامعة ٥: ٤، ٥). — شهادات للكنيسة، المجلد الرابع، صفحة ٤٧٠ — ٤٧٢. CSAr 317.3