إرشادات حول الوكالة

1/336

إرشادات حول الوكالة

المقدمة

إن هذا المجلد — نصائح وإرشادات حول الوكالة المسيحية — قد تم تجميعه ونشره الآن استجابةً للمطالب المتكاثرة لمثل هذا العمل. لقد ظهرت على مرّ السنين مجموعة واسعة من الإرشادات العملية والمفيدة للغاية من كتابات روح النبوة حول الوكالة، وقد طُبِعت في هيئة مجلات دورية وكتب، إلا أن هذا العمل يتكوّن بشكل كبير من مواضيع ليست متاحة الآن بسهولة لخدّام وأعضاء الكنيسة. وفي المجلدات الحالية هناك الكثير من النصائح والإرشادات الإضافية حول نفس الموضوع، إلا أنه تم استخدام قليل جدًا منها في هذا الكتاب. ونشكر الربّ لأن هذه الإرشادات المُختارة المقدّمة للكنيسة بهذا الشكل الملائم هي الآن متاحة لجميع الناس. لقد تم تجميع هذا العمل في مكتب مطبوعات إلن ج. هوايت تحت إشراف مجلس الأمناء. CSAr 10.1

إن موضوع الوكالة يحتل مكانًا كبيرًا وحيويًا في مجالي الحياة والخدمة المسيحية. فكل مؤمن مسيحي يشعر باهتمام بالغ ومستمر بشأن هذا الموضوع. ولهذا فإن مبادئ الوكالة المسيحية الوارد ذكرها في صفحات هذا الكتاب تبيّن مدى إدراكنا واعترافنا بسيادة الله وملكيته لكل الأشياء وإغداقه لنعمته علينا، وفهمنا الصحيح لها. وإذ تنمو قدرتنا على فهم هذه المبادئ وتتسّع، فإن ذلك يقودنا إلى التعمّق في فهم الطريقة التي تعمل بها محبة الله ونعمته في حياتنا. CSAr 10.2

ومع أن مبادئ الوكالة تخص الأشياء المادية، إلا أنها، فوق كل شيء، ذات صفة روحية. إن خدمة السيّد المسيح أمرًا حقيقيًا، والربّ يطلب أشياء معينّة منا كي يتمكّن من القيام بأشياء معينّة لنا. CSAr 10.3

وعندما يتم تنفيذ هذه الأشياء المطلوبة في تناغم ووفاق مع مشيئة الله، فإن ذلك يرفع المسألة المتعلقة بالوكالة إلى مستوى روحاني عالٍ. إن الربّ ليس قاسيًا أو كثير المطالب، وهو لا يطلب منا، بدون سبب أو هدف، أن نخدمه أو أن نعترف به من خلال إرجاع جزء من الأشياء التي يقدّمها لنا. لكنه رتّب خطة الاقتصاد الإلهي حتى نحصل على بركات روحية عظيمة بسبب عملنا في وفاق وانسجام معه. أما إذا فشلنا في التعاون معه في تنفيذ خططه وأفكاره، فإننا سنفتقر إلى هذه البركات، وبالتالي نحرم أنفسنا من تلك الأشياء التي نحتاج إليها أكثر من غيرها. CSAr 11.1

ونحن على ثقة تامة أن الدراسة المتأنية لمبادئ الوكالة الوارد ذكرها في هذا الكتاب سوف تمكن من يقومون بدراستها وتطبيقها من التمتع باختبار أعمق وأكثر اكتمالاً في الأمور المختصة بالله. وهذا ما يُشار إليه بوضوح في العبارة التالية: CSAr 11.2

«ينبغي لفكرة الوكالة المسيحية أن تحمل ثقلاً عمليًا على كل أعضاء شعب الربّ... فالإحسان وأعمال الخير والرحمة تمنح حياة روحية لآلاف المعترفين الإسميين بمعرفة الحق والذين ينوحون بسبب الظلام الموجودين فيه، إذ أنها ستغيّرهم من كونهم متعبدين أنانيين وطمّاعين للمال، إلى عمّال أمناء ومخلصين مع المسيح في ربح النفوس» — شهادات للكنيسة، المجلد الثالث، ٣٨٧. CSAr 11.3

وإذ نرى إمكانية التغيير الموضوع أمامنا، فيجب علينا جميعًا أن ندرس هذا الكتاب بروح الصلاة، وأن نطلب من الربّ أن يساعدنا على التمتع باختبار أعمق وأكثر اكتمالاً معه بسبب دراسته. CSAr 11.4

ج. ل. مكيلهاني