الخدمة المسيحية
تقدّموا إلى الأمام
إنّ حياة المسيحي غالباً ما تحيط بها المخاطر، ويبدو أنّه مِن الصعب عليه تأدية الواجب. إنّ الخيال يصوّر له الهلاك الذي يتهدّده مِن الأمام، والعبودية وربّما الموت مِن الخلف. لكنّ صوت الله يناديه بوضوح قائلاً، «تقدّم إلى الأمام.» وعلينا أنْ نمتثل لهذا الأمر الإلهي، حتى ولو كانت عيوننا عاجزة عن اختراق الظلمة. فالعراقيل التي تعترض تقدّمنا لن تختفي مِن أمام النَّفس التيّ تكثر مِن التوقّف والتشكّك. إنّ الذين يؤجلون الطاعة إلى أن يختفي مِن أمامهم كلّ أثر للالتباس، وإلى أن تزول كلَّ مخاطرة تعرّضهم للفشل أو للهزيمة، لن — يطيعوا أبداً. أمّا الإيمان فإنّه يتطلّع إلى أبعد مِن الصعاب، ويتمسّك بغير المنظور، يتمسّك بالله كُلّي القدرة، ولهذا فهو لا يمكن أنْ يخيب. الإيمان هو أنْ تشبك يدك بيد المسيح في كلّ الظروف الطارئة. — غوسبل ووركرز، ٢٦٢. ChSAr 110.1
إنّ أفكارنا بمجملها ضيّقة للغاية. والله يدعونا إلى التقدّم المستمر في عمل نشر النور. علينا أنْ ندرس طرقاً ووسائل مُحسّنة للوصول إلى الناس. نحن بحاجة إلى أنْ نسمع بأذن الإيمان رئيسَ جندِ الربّ وهو يقول: «تقدّموا». يجب أنْ نؤدّي العمل، والله لن يخذلنا. إنّه سيقوم بدوره عندما نقوم نحن بالإيمان بدورنا أيضاً. أيّتها الأخوات والإخوة! أنتم يا مَن بقيتم في الحقّ لسنين عديدة، إنّكم لم تقوموا بالعمل الذي يدعوكم الله للقيام به. أين هي محبّتكم للنفوس؟ — هستوركال سكيتشز، ٢٨٩، ٢٩٠. ChSAr 110.2
إنّ المسيح كان يجد فرحه في خلاص النفوس. فليكن هذا عملك وفرحك. أتمِمْ جميع واجباتك وقدّم كلّ تضحية مِن أجل المسيح، وهو سيكون مساعدك الدائم. تقدّم مباشرة إلى الأمام حيث يدعوك نداء الواجب. لا تدع ما يبدو أنّه صعاب يعيق تقدّمك. اضطلع بالمسؤوليات المعطاة لك مِن الله، وإذ تنهض أحياناً بأعباء ثقيلة، لا تسأل، «لماذا يقف أخي في كسل وخمول ولم يوضع عليه أيّ نير؟». قم بالواجب الأقرب إليك، واعمل ذلك بشكل جيّد وتامّ، وليس طمعاً في المديح، ولكن لأجل عمل السيّد لأنّك تنتمي إليه. — ذا سزرن ووتشمان، ٢ أبريل ١٩٠٣. ChSAr 110.3
ينبغي على شعب الله أنْ يسلكوا نحو الأعلى وإلى الأمام باتجاه النصر. إنّ مَن يقود جيوش شعبه هو أعظم مِن يشوع. إنّه في وسطنا، بل هو رئيس خلاصنا، وهو الذي قال تشجيعاً لنا، «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إَلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ.” «وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَاْلَمَ.” وهو سوف يقودنا إلى نصر مؤكّد. إنّ الله قادر متى شاء على الوفاء بما يعدنا به. والعمل الذي يعطيه لشعبه كي يقوموا به هو قادر على إتمامه مِن خلالهم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ١٢٢. ChSAr 110.4
لماذا لا نتّقد حماساً بروح المسيح؟ لماذا لا نتحرّك إلّا قليلاً للصرخات المثيرة للشفقة الآتية مِن عالَم متألّم؟ وذلك الامتياز الرفيع الذي نناله عندما نضيف نجمة إلى تاج المسيح، هل ننظر إليه على أنّه تحرير نفس مِن السلاسل التي ربطها بها الشيطان، على أنّه نفسٌ قد نالت الخلاص في ملكوت الله؟ يجب على الكنيسة أن تدرك التزامها بأنْ تحمل إنجيل الحقّ الحاضر إلى كلّ إنسان. إنّني أتوسّل إليكم أنْ تقرأوا الأصحاحين الثالث والرابع مِن سِفر زكريّا. فمتى فُهِم هذان الأصحاحان وتمّ قبولهما، فإنّ عملاً سيُعمل بيد أولئك الجياع والعطاش إلى البِرّ، إنّه عمل يعني بالنسبة للكنيسة: «التقدّم إلى الأمام ونحو الأعلى.» — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٢٩٦. ChSAr 111.1
إنّ الغالبية العظمى مِن سكّان أرضنا هذه قد قدّمت الولاء للعدوّ، ولكنّنا نحن لم نُخدَع. على الرغم مِن الانتصار الظاهري الذي حقّقه الشيطان، فالمسيح ماضٍ بعمله في المقدِس السماوي، وعلى الأرض. تُصوّر كلمة الله الشرّ والفساد في الأيّام الأخيرة. وإذ نرى إتمام النبوءات، فإنّ إيماننا بالنصرة النهائية لملكوت المسيح ينبغي أنْ يتقوّى. وينبغي لنا أن نخرج لنتمّم العمل المُعيّن لنا بشجاعة متجدّدة. — غوسبل ووركرز، ٢٦، ٢٧. ChSAr 111.2