الخدمة المسيحية

86/270

سجلّات السماء

إنّ العالم بحاجة إلى مبشّرين مكرّسين للخدمة في أوطانهم، ولن يُدوّن اسم أحد في سجلّات السماء على أنّه مسيحي ما لم يتحلّ بالروح التبشيرية. — ذا ريفيو أند وهيرالد، ٢٣ أغسطس ١٨٩٢. ChSAr 86.5

ما لم يتحمّل أعضاء الكنيسة فرداً فرداً مسؤولية القيام بهذا العمل، فإنّهم يُظهِرون أنّهم بلا صلة حيّة أو ارتباط وثيق بالله. وسيُسَجَّل بجانب أسمائهم أنّهم خدّام كسالى. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٤٦٢، ٤٦٣. ChSAr 87.1

يوجد في كلّ حركة دينيّة جماعة رغم أنّهم لا ينكرون أنّ العمل هو عمل الله فإنّهم يظلّون مترفعين بأنفسهم ويرفضون بذل أيّ مجهود للمساعدة. وكان يحسن بهم أن يذكروا السِّفر المسجل في السماء الذي لا يغفل عن شيء ولا أخطاء فيه والذي سيدانون بموجب ما هو مكتوب فيه. وفي ذلك السِّفْر سِجِلّ أبدي لكل الفرص التي أُهملت، وكلّ عمل من أعمال الإيمان والمحبّة. ChSAr 87.2

—الأنبياء والملوك، صفحة ٤٢٣، ٤٢٤. ChSAr 87.3

حوالي الساعة الثانية مِن صباح يوم ٢٣ أكتوبر ١٨٧٩، حلّ عليّ روح الرب، ورأيْتُ مشاهد الدينونة القادمة ... اجتمعت ربوات وربوات أمام عرش عظيم، والجالس عليه كان جليل المنظر بهيّ الطلعة. وأمامه وُضِعَت أسفار كثيرة، وعلى غلاف كلّ سِفْر منها كُتبت عبارة (سِجلّات السماء) بحروف مِن ذهب كأنها لهيب نار حارقة. ثُمّ فُتِح واحدٌ مِن تلك الأسفار التي دُوّنَت فيها أسماء المعترفين بالحقّ، وعلى الفور غاب عن ناظري مشهد الملايين الغفيرة عند العرش، ولم يلفت انتباهي إلّا أولئك الذين كانوا يجاهرون بأنّهم أبناء النور والحقّ... ChSAr 87.4

ثمّ فُتِحَ سِفْرٌ آخر، حيث سُجّلَت فيه خطايا الذين يجاهرون بالحقّ. واندرجت تحت عنوان — الأنانية كلّ خطيئة أخرى... وقد سُجِّلَ ضدّ فئة مِن الناس أنّهم مُعطلِّون مبطلون للأرض. وإذ وقعت عليهم عين الديّان الثاقبة، أصحبت خطايا إهمالهم مكشوفة بوضوح. وبشفاه شاحبة مرتعشة اعترفوا أنّهم خانوا الثقة المُقدّسة التي وُضِعَت فيهم. كان هؤلاء قد تلقّوا التحذيرات ونالوا الامتيازات، ولكنّهم لم ينتبهوا إليها أو يحسّنوها. والآن أمكنهم أنْ يروا أنّهم تجرّؤوا كثيراً على رحمة الله. صحيح أنّ اعترافاتهم لم تكن سيّئة مثل اعترافات الوضيعين والفاسدين بِخِسّة... ولكنّهم لُعِنوا مثل شجرة التين لأنّهم كانوا بلا ثمر ولم يستخدموا المواهب التي جُعِلت أمانة في رقابهم. إنّ هذه الفئة مِن الناس جعلت مِن الذات موضوع الاهتمام الأوّل، وهكذا فهم يعملون فقط مِن أجل المصالح الأنانية. وهم لم يطلبوا أنْ يكونوا أغنياء فِي مَا لله، ولم يستجيبوا لما له مِن مطالب عليهم. وعلى الرغم مِن اعترافهم بأنّهم خدّام المسيح، إلّا أنّهم لم يأتوا بالنفوس إليه. ولو كان عمل الله معتمداً على جهودهم، لأمكن أنْ يصيبه الضعف والهزال، والسبب هو أنّهم لم يكتفوا بحجب الوسائل المُوكلة إليهم مِن قِبَل الله وحسب، بل حجبوا أنفسهم أيضاً... وقد تركوا الآخرين يقومون بالعمل في كرْم السيّد وتحمُّل المسؤوليات، في حين كانوا هم يخدمون بأنانيّة مصالحهم الزمنية ... ChSAr 87.5

قال الديّان: «الجميع سيتبرّرون بحسب إيمانهم، وسيُدانون بحسب أعمالهم.» كم كان إهمالهم واضحاً! وكم بدت حكمة الله في أنْ يرتّب لكلّ إنسان دوراً يقوم به في توطيد دعائم العمل وخلاص بني جنسه مِن البشر! فكان يُفترَض بكلّ إنسان أنْ يُظهِر إيماناً حيّاً داخل أسرته وفي تعامله مع جيرانه، ومِن خلال الإشفاق على الفقراء، والعطف على المتألّمين، والانخراط في العمل المرسلي، وعن طريق دعم عمل الله بالوسائل المتاحة لديه. ولكنْ، كما حدث مع ميروز، فإنّ لعنة الله حلّت بهم بسبب ما لم يقوموا بفعله. كانوا يحبّون ذلك العمل الذي مِن شأنه أنْ يحقّق أكبر قدر مِن الأرباح في هذه الحياة. وتُرِك إلى جانب أسمائهم في سجلّ الصالحات فراغ كئيب. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٤: ٣٨٤-٣٨٦. ChSAr 88.1