الخدمة المسيحية
واجب الخادم
إنّ أفضل مساعدة يمكن أنْ يقدّمها الخدّام لأعضاء كنائسنا ليست إلقاء العظات عليهم، بل وضع الخطط للعمل معهم. أعطوا لكلّ عضو شيئاً يقوم به لأجل الآخرين. ساعدوا الجميع ليروا أنّهم باعتبارهم قد قبلوا نعمة المسيح فهم تحت التزام بأنْ يعملوا مِن أجله. فليتعلّم الجميع كيف يقومون بالعمل. وعلى وجه الخصوص، ينبغي تقديم التدريب لأولئك الذين اعتنقوا الإيمان منذ عهد قريب، وذلك كي يصيروا عاملين مع الله. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٨٢. ChSAr 69.4
أيها الخدّام! عظوا بالحقائق التي من شأنها أنْ تقود أعضاء كنيستنا لأنْ يقوم كلّ واحد منهم بعمل شخصيّ لأجل الذين هم خارج حظيرة المسيح. شجّعوا الجهود الشخصية بكلّ وسيلة ممكنة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ١٢٤. ChSAr 69.5
فليُعلّم الخدّام أعضاءَ الكنيسة أنّه ينبغي عليهم — لكي ينموا في الروحيات — أنْ يحملوا العبء الذي وضعه الربّ عليهم، عبء اقتياد النفوس إلى الحقّ. والذين لا يتمّمون مسؤوليّتهم ينبغي زيارتهم والصلاة برفقتهم والعمل لأجلهم. لا تقودوا الناس إلى الاعتماد عليكم بوصفكم رُعاة الكنيسة، بل علِّموهم بالحريّ استعمال مواهبهم في تقديم الحقّ لمَن هم حولهم. وفي هذا العمل ستتعاون معهم ملائكة السماء، وسوف يمرّون بتجربة تزيد مِن تمسّكهم بقوّة الله. — غوسبل ووركرز، ٢٠٠. ChSAr 69.6
وحيث يعمل الخادِم في أماكن سبقه إليها بعض المؤمنين، لا ينبغي أنْ تكون أولى اهتماماته تجديد غير المؤمنين، بقدر ما تكون تدريب أعضاء الكنيسة على التعاون بالشكل المناسب. فليعمل لأجلهم بشكل فردي، وليسعَ ليوقظ فيهم السعي وراء اختبار أعمق لأنفسهم وطلباً للعمل مِن أجل الآخرين. وعندما يكونون على استعداد لتأييد الخادم عبر صلواتهم وأعمالهم، فستصيب جهوده نجاحاً أعظم. — غوسبل ووركرز، ١٩٦. ChSAr 70.1
في بعض النواحي، يشبه الخادمُ في منصبه المُشرِفَ على مجموعة مِن العمّال أو قبطان طاقم السفينة. والعمل المُتوقّع منه هو التأكّد مِن أنّ الرجال الموكلين إليه يقومون بالعمل المُسند إليهم بشكل صحيح وفوري، وليس عليه أنْ يقوم بتنفيذ العمل بالتفصيل إلّا في حالات الطوارئ. ذات مرّة وجد صاحبُ مطحنة كبيرة رقيب عمّاله في حفرة العجلة يقوم بإجراء بعض الإصلاحات البسيطة، في حين كان نصف دزينة مِن العمّال يقفون في خطّ العمل ذاك وهم يراقبون ما يجري بكلّ خمول. وبعد أنْ علم المالك الوقائع، وليتأكّد مِن أنّه لن يقوم بأيّ عمل ينطوي على ظلمٍ ما، استدعى إلى مكتبه الرقيب وسلّمه قرار تسريحه مِن العمل مرفقاً بأجر كامل. وفي حالة مِن الذهول والدهشة طلب مراقب العمّال تفسيراً لما حصل، وجاء التفسير في هذه الكلمات: «لقد قمْتُ بالاستعانة بخدماتك لكي تجعل ستّة رجال يستمّرون في العمل. وجدْتُ الستّة عاطلين خاملين، ووجدتك أنت تقوم بعمل عامل واحد. إنّ ما قمتَ به مِن عمل كان بإمكان أيّ عامل مِن هؤلاء الستة القيام به بنفس الجودة. وأنا لا أستطيع دفع أجور سبعة عمّال بينما أنت تعلّم ستة منهم كيف يكونوا خاملين بلا عمل.” ChSAr 70.2
إنّ هذه الحادثة قد تنطبق في بعض الحالات، وقد لا تنطبق في حالات أخرى. ولكنّ العديد من الخدّام لا ينجحون في معرفة كيف يُشركون مجموع أعضاء الكنيسة بشكل ناشط وفعّال في الأقسام المختلفة مِن عمل الكنيسة، أو يفشلون في المحاولة. إذا أولى الخدّام المزيد مِن الاهتمام في إشراك القطيع بشكل فعّال في العمل، بل وإبقائهم مشغولين في ذلك، فإنّهم سيحقّقون مزيداً مِن الفائدة، وسيكون لديهم المزيد مِن الوقت لدراسة الكلمة والقيام بالزيارات لمشاركة الأمور الروحية، وأيضاً تجنّب العديد مِن أسباب الخلاف. — غوسبل ووركرز، ١٩٧، ١٩٨. ChSAr 70.3