الخدمة المسيحية

46/270

وباء الجريمة

إنّنا عائشون في وسط وباء الجريمة الذي يقف حياله الرجال المفكّرون خائفو الله في كلّ مكان مشدوهين‏.‏ إنّ قلم الإنسان لأعجز من أن يصف الفساد المستشري‏.‏ وكلّ يوم يطلع علينا بأخبار جديدة عن المنازعات السياسيّة والرشوة والفسق‏.‏ وكلّ يوم يجيء بأخباره المحزنة عن التمرّد وعدم الاكتراث لآلام البشريّة والقضاء على حياة الناس بوسائل وحشيّة شيطانيّة‏.‏ وكلّ يوم يشهد عن تفاقم الجنون والقتل والانتحار.‏ من ذا الذي يشكّ في أنّ القوّات الشيطانيّة تعمل بين الناس بنشاط أعظم لتصيب العقول بالخبل والفساد وتنجّس الجسد وتهلكه. — خدمة الشفاء، صفحة ٩٣. ChSAr 53.2

وروح الفوضى سادت على كل الأمم، والثورات التي من حين إلى آخر تثير الرعب في العالم، هي دلائل على نيران الغضب والتمرد المكبوتة التي إذا أفلت زمامها فلا بد من أن تملأ الأرض ويلا ودمارا. إن الصورة التي يقدمها لنا الوحي عن العالم قبل الطوفان تمثل لنا بصورة صادقة جدا الحالة التي يندفع إليها مجتمعنا اليوم، وحتى في العصر الحاضر وفي البلاد التي تدين بالمسيحية جرائم ترتكب كل يوم وهي هائلة وشنيعة ومرعبة كالتي سببت هلاك الخطاة الذين عاشوا في العالم القديم. ChSAr 53.3

قبل الطوفان أرسل الله نوحا لينذر العالم لعل لطف الله يقتاد الناس إلى التوبة وهكذا ينجون من الهلاك الذي كان يتهددهم. وإذ يقترب ظهور المسيح ثانية يرسل الرب عبيده لينذروا العالم ليستعد للحادثة العظيمة. لقد عاش كثيرون من الناس في حالة تعدِّ لشريعة الله، والآن وهو يدعوهم في رحمته ليطيعوا وصاياه المقدسة. فكل من يتركون خطاياهم بالتوبة إلى الله والإيمان بالمسيح ينالون الغفران. — الآباء والأنبياء، صفحة ٩٧. ChSAr 53.4

تبيّن الحالة السائدة في العالم اليوم أنّنا مقبلون على زمن اضطراب. تزخر الصحف اليومية بدلائل إمكانية نشوب صراع هائل ورهيب في المستقبل القريب. حوادث السطو الجسورة قد أصبحت كثيرة الحدوث، والإضرابات أضحت مِن الأمور العادية المألوفة، والسرقة والقتل يحدثان في كلّ مكان. إن أُناساً بهم أرواح شياطين يقتلون الرجال والنساء والأطفال. لقد افتتن البشر بالرذيلة، فسادَ الشرُّ في كلّ أشكاله. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ١١. ChSAr 54.1