الخدمة المسيحية
الدافع الكامن وراء النجاح في الخدمة
إنّ كلّ ما يُعمل بدافع الحبّ الخالص — مهما كان صغيراً أو قليل الشأن في نظر الناس — هو مثمرٌ بالتمام، وذلك لأنّ نظرة الله هي إلى مقدار المحبّة التي تدفع الإنسان للعمل أكثر مِن نظرته لمقدار العمل نفسه. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ١٣٥. ChSAr 262.3
إنّ عَشرةً مِن الخدّام المهتدين اهتداءً حقيقياً مِن الذين ينكرون الذات ويمتلكون إرادة قويّة، يمكنهم أنْ يصنعوا في الحقل الكرازي أكثر ممّا يمكن لمئة مِن الذين يقصرون جهودهم على الأساليب المحدّدة ويحافظون على القواعد الجامدة ويعملون دون حب عميق للنفوس. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٤: ٦٠٢. ChSAr 262.4
إنّ الذي يمنحكم النجاح ليس هو الإمكانيات التي لديكم الآن أو التي ستكون لكم ولكن ذلك هو ما يستطيع الرب أن يصنعه لأجلكم. إننا نحتاج إلى أن نقلل من ثقتنا بما يمكن للإنسان أن يفعله ونزيد من ثقتنا بما يستطيع الله أن يفعله لكلّ نفس مؤمنة. إنه يشتاق إلى أن تسعوا إليه بالإيمان. ويتوق إلى أن يراكم تنتظرون منه العظائم. ويتوق إلى أن يمنحكم فهما وإدراكا في الأمور الزمنية كما في الأمور الروحية. إنّه يستطيع أن يشحذ الذكاء. ويستطيع أن يمنح اللباقة والحذق. شغّلوا وزناتكم واسألوا الحكمة من الله فتعطى لكم. — المعلم الأعظم، صفحة ٩٢. ChSAr 262.5
إنّ زيت النعمة يمنح الناس الشجاعة، ويزوّدهم بالدوافع التي تحرّكهم ليؤدّوا العمل الذي يعيّنه الله لهم كلّ يوم. لقد كان عند العذارى الخمس الجاهلات مصابيح (وهذا يشير إلى معرفتهنّ بالحقّ المذكور في الكِتَاب المُقدَّس)، ولكنْ لم تكن لديْهنّ نعمة المسيح. وكنّ يوماً بعد يوم يشاركْنَ في سلسلة مِن الطقوس والواجبات الخارجية، ولكنّ خدمتهنّ كانت بلا حياة وخالية مِن بِرّ المسيح. إنّ شمس البِرّ لم تشرق في قلوبهنّ وعقولهنّ، ولم تكن فيهنّ محبّة الحقّ التي تتواءم مع حياة المسيح وأخلاقه وصورته وعنوانه. إنّ زيت النعمة لم يمتزج بجهودهنّ، وكان دينهنّ مثل ثمرة لم يبقَ فيها إلّا قشرة جافّة بلا نواة فعلية. لقد كنّ يتمسّكن بطقوس العقيدة، ولكنّ حياتهنّ المسيحية كانت حياة خداع يملأها البِرّ الذاتي، وكنّ في مدرسة المسيح يفشلن في تعلّم الدروس التي، لو عملْنَ بها، لكان مِن شأنها أنْ تُحَكّمهُنّ للخلاص. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢٧ مارس ١٨٩٤. ChSAr 263.1
إنّ عمل الله ينبغي أنْ يُنجَز إلى التمام عبر التعاون بين الوسائط الإلهية وتلك البشرية. وقد يبدو أولئك المكتفون بأنفسهم ناشطين في عمل الله، ولكنْ إذا كانوا لا يصلّون، فإنّ نشاطهم لا فائدة منه. ولو أمكنهم النظر إلى مبخرة الملاك الواقف عند مذبح الذهب أمام العرش المُحاط بقوس القزح، لرأوا أنّ صلواتنا وجهودنا ينبغي أنْ تمتزج باستحقاقات يسوع، وإلّا ستكون بلا قيمة تماماً كتقدمة قايين. لو كان في مقدرونا أنْ نرى كلّ النشاط الذي تقوم به الوسائط البشرية، كما يظهر أمام الله، لرأينا أنّ العمل الذي يأتي نتيجة الكثير مِن الصلاة، والذي يتقدّس باستحقاقات المسيح، سيقف بلا عيب في الدينونة. عندما يبدأ الفحص المهيب، حينئذ تعودون وتميّزون بين مَن يعبد الله ومَن لا يعبده. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٤ يوليو ١٨٩٣. ChSAr 263.2
إنّ الديانة الطقسية ليست هي الحلّ في هذا العصر. قد نقوم بجميع أعمال الخدمة الخارجية، ومع ذلك يعوزنا التأثير المُحيي الذي يحدثه الرُّوح الْقُدُس تماماً كما أنّ جِبَالَ جِلْبُوعَ يعوزها الطلُّ والمطر. نحن جميعاً بحاجة إلى الندى الروحي في حياتنا، كما نحتاج أيضاً إلى أشعّة شمس البِرّ الساطعة لتجعل قلوبنا رقيقة وخاضعة. ينبغي علينا دائماً أنْ نكون ثابتين على المبدأ مثل ثبات الصخر. إنّ مبادئ الكِتَاب المُقدَّس ينبغي أنْ تُدرَس، ومِن ثمّ تُدعَم بالاختبار المُقدّس. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٦: ٤١٧، ٤١٨. ChSAr 263.3
فالنجاح لا يتوقّف بالأكثر على المواهب أو الوزنات كما على النشاط والرغبة الصادقة في العمل. ليست هي المواهب العظيمة التي تُمكنّنا من القيام بخدمة مقبولة، بل القيام بواجباتنا اليوميّة بضمير صالح، وبروح قانعة وباهتمامٍ حقيقيّ خالص لخير الآخرين. قد يوجد التفوّق الحقيقي في أبسط الواجبات، والأعمال العاديّة جدّاً تكون جميلة في عيني الله إذا عملناها بمحبّة وأمانة. — الأنبياء والملوك، صفحة ١٤٨، ١٤٩. ChSAr 264.1
إنّ البناء القوي المتناسق لخلق قوي جميل إنما يبنى عن طريق قيام الأفراد بواجباتهم، فينبغي أن تمتاز حياتنا بالأمانة في صغار الأمور كما في كبارها بكل دقة. إن الأمانة في الأمور الصغيرة والقيام بأعمال الولاء الصغيرة وأعمال الشفقة الصغيرة كل ذلك يجعل طريق الحياة منيرا بنور الفرح. ومتى انتهى عملنا على الأرض سيرى أن كل عمل من الأعمال الصغيرة التي عملناها بأمانة كان له تأثير للخير لن يمحى. — الآباء والأنبياء، صفحة ٥٢١، ٥٢٢. ChSAr 264.2