الخدمة المسيحية
الوكالة على الموارد
ينبغي أنْ نحرص — في كلّ ما ننفقه مِن أموال — على تحقيق الغرض الذي يهدف إليه «الألف والياء” مِن كلّ المجهود المسيحي. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٤٩. ChSAr 220.2
إنّ المال قيمة عظيمة لأنَّه يمكنه أن يصنع خيرا عظيما. والمال إذ يكون في أيدي أولاد الله يصير طعاما للجياع وماء للعطاش وكساء للعراة. وهو حِمى للمظلومين ووسيلة لمعونة المرضى. ولكن المال لن تكون له قيمة أعظم من الرمال إلا إذا استُخدم في تدبير لوازم الحياة وجلب البركة للآخرين وتقدّم ملكوت المسيح. — المعلم الأعظم، صفحة ٢٢٩. ChSAr 220.3
إنّ الله نفسه وضع خططاً للنهوض بعمله، وقد قدّم لشعبه فيضاً مِن الموارد والإمكانات، حتى تكون استجابتهم بالقول عندما يدعوهم للمساعدة: «يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رِبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ». — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٥٨. ChSAr 220.4
إنّ المال لا يمكن أن يؤخذ إلى الحياة الأخرى إذ لا حاجة إليه هناك. ولكن الأعمال الصالحة التي نعملها في ربح النفوس للمسيح تؤخذ إلى مواطن السماء. أما من ينفقون عطايا الله بكل أنانية على نفوسهم تاركين بني جنسهم الفقراء بلا عون. ولا يعملون شيئا لتقدم عمل الله في العالم فإنّهم يهينون جابلهم. فسيكتب أمام أسمائهم في أسفار السماء إنّهم قد سلبوا الله. — المعلم الأعظم، صفحة ١٧٢. ChSAr 220.5
ما هي قيمة المال في هذا الوقت مقارنة بقيمة النفوس؟ إنّ كلّ دولار مِن مواردنا المالية ينبغي اعتباره ملكاً للربّ، وليس لنا، بل كأمانة ثمينة استودعها الله بين أيدينا، لا لكي تُهدَر في تمتّعات باطلة لا داعي لها، ولكن لتُستخدَم بعناية في عمل الله، في عمل إنقاذ الرجال والنساء مِن الهلاك. — لايف سكتشز، ٢١٤. ChSAr 220.6
أليس العمل الكرازي الواجب إنجازه في عالمنا على قدر كافٍ مِن الأهمّيّة ليحظى بدعمنا وقوّتنا؟ ألا ينبغي أنْ نمنع أنفسنا مِن كلّ بذخ وإسراف ونضع تقدماتنا في خزانة الربّ، وذلك لكي ينتشر الحقّ إلى بلدان أخرى، ولكي ندعم عمل الإرساليات في الوطن؟ ألن ينال هذا العمل موافقة السماء؟ إنّ العمل في هذه الأيام الأخيرة لم يلقَ الدعم بأموال طائلة تركها أصحابها كميراث، ولم يتقدّم بقوّة سلاطين الأرض، بل قد أعيلَ بالعطايا التي أتت نتيجة إنكار الذات وروح التضحية. لقد منحنا الله امتياز أنْ نكون شركاء مع المسيح في آلامه هنا، ولقد أعدّ العدّة ليكون لنا حقّ في الميراث في الأرض الجديدة. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ٢ ديسمبر ١٨٩٠. ChSAr 221.1
لقد أظْهِرَ لي أنّ الملاك المُسجِّل يدوّن بأمانة كلّ تقدمة تُكرَّس لله وتوضع في خزانته والنتيجة النهائية لهذه الموارد الممنوحة. إنّ عين الله تأخذ علماً بكلّ فلس مكرَّس لعمله، وبمدى رغبة المتبرّع أو تردّده في العطاء. كما يدوّن أيضاً الدافع مِن وراء العطاء. إنّ أولئك المضحّين المكرّسين الذين يُرجعون لله ما هو لله، كما يطلب منهم، سوف ينالون المكافأة بحسب أعمالهم. على الرغم مِن أنّ الموارد المكرّسة هكذا قد توضع في غير مكانها، بحيث أنّها لا تحقّق الهدف المطلوب مِن وجهة نظر المتبرّع — الذي هو تمجيد الله وخلاص النفوس — إلّا أنّ الذين قدّموا تضحيتهم بنفوس مخلِصة، وعيونهم متطلّعة لمجد الله، لنْ يخسروا مكافأتهم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٢: ٥١٨، ٥١٩. ChSAr 221.2
إنّ كلّ فرصة لمساعدة أخ محتاج، أو تأييد عمل الله في نشر الحقّ، هي لؤلؤة يمكنك إرسالها أمامك لتودَع في مصرف السماء. إنّ الله يختبركم ويمتحنكم، فيُغدق بركاته عليكم، ويراقب ليرى ماذا ستعملون بها وما إذا كنتم ستساعدون مَن يحتاجون إلى مساعدة، وإذا كنتم ستشعرون بقيمة النفوس، وستقومون بما يمكنكم عمله بالوسائل التي استودعها بين أيديكم. إنّ كلّ فرصة مِن هذا القبيل — إنْ أحسن استغلالها — ستضيف إلى كنوزكم في السماء. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٣: ٢٤٩، ٢٥٠. ChSAr 221.3