الخدمة المسيحية
للذكرى
في كلّ علاقاتنا ومعاشراتِنا لنذكر أنّه توجد في اختبارات الآخرين فصول مختومة ومحجوبة عن عيون الناس. وعلى صفحات الذاكرة توجد تواريخ مُحزنة مصونة بحرص شديد بعيداً عن عيون المتطّفلين. فقد سُجلت فيها تفاصيل محاربات مع الظروف القاسية وربّما متاعب في الحياة العائليّة التي من يوم إلى يوم تُضعفُ الشجاعةَ والثقةَ والإيمان. والذين يخوضون معركة الحياة في ظروف قاسية يمكن تشديدهم وتشجيعهم بلفتات قليلة لا تُكلّف سوى جهدَ محبّة ضئيلِ. لمثل هؤلاء تُعتبر المصافحة القوّية من صديق مخلص أمين أثمن من الذهب والفضة. فكلام الشفقة والرفق يكون مقبولاً ومحبباً إلى النفس كابتسامة الملائكة. ChSAr 189.2
إنّ جماهير كثيرةً من الناس الذين يكافحون ضدّ الفاقة عليهم أن يكدّوا بكلّ قوّتهم في مقابل أجور زهيدة وبالجهد يستطيعون الحصول على أتفه ضروريّات الحياة. فالكدّ والحرمان بدون أمل في تحسّن الأحوّال، كلّ ذلك يجعل عبءَ الحياة ثقيلاً عليهم جدّاً. وعندما تُضاف إلى هذه القائمة الآلام والأمراض فإنّ الإنسان يكاد ينوء بحمله. فإذ تُضنيهم الهمومُ والظلمُ لا يعلمون إلى أين يتّجهون في طلب النجدة، فعليك بمؤاساتهم في تجاربهم وكروبهم وخيبة آمالهم. وهذا يُمهّد لك الطريق لتمُدّ لهم يد العون. حدّثهم عن مواعيد الله وصلّ معهم ولأجلهم وألهم قلوبهم بالرجاء. — خدمة الشفاء، ١٠٤، ١٠٥. ChSAr 189.3
يوجد كثيرون ممن تعتبر الحياة بالنسبة إليهم كفاحاً مؤلما مريرا. إنهّم يحسّون بنقائصهم وهم بؤساء وغير مؤمنين، ويظنّون أنّه لا يوجد لديهم ما يشكرون لأجله. فكلام الرفق والشفقة ونظرات العطف وألفاظ التقدير يمكن أن تكون لكثيرين من المكافحين والمستوحشين كمياه باردة لنفس عطشانة. وكلمة العطف وعمل الشفقة والرحمة قد تزجُّ الأثقال التي تضغط بثقلها على المناكب المتعبة. وكل كلمة أو عمل صادر عن الرحمة غير المُحبّة لنفسها هو تعبير عن محبة المسيح للبشرية الهالكة. — خواطر من جبل البركة، صفحة ٢٣. ChSAr 189.4