الخدمة المسيحية

177/270

١٧ - أعمال الإغاثة المسيحية

تقفّي الآثار الإلهية

كثيرون يحسون أنه يكون امتيازا عظيما لهم لو أتيحت لهم الفرصة لزيارة الأماكن التي تردد إليها المسيح حين كان على الأرض، والسير في الطرق التي قد وطأتها قدماه، وأن يتطلعوا إلى البحيرة التي أحب السيد أن يعلم الجموع بالقرب منها، والتلال والأودية التي كان يرنو ببصره إليها. ولكن لا حاجة بنا للذهاب إلى الناصرة وكفرناحوم وبيت عنيا لنسير في إثر خطوات يسوع. فإننا نرى أثر خطواته أمام سرير رجل مريض وفي أكواخ الفقراء وفي الأزقة المزدحمة في مدينة عظيمة وفي كل مكان توجد فيه قلوب بشرية بحاجة إلى العزاء. فإذ نتصرف كما كان يسوع يتصرف وهو على الأرض نكون سائرين في إثر خطواته. — مشتهى الأجيال، صفحة ٦٣٠. ChSAr 186.1

اجتهد يسوع في تخفيف آلام كل المتألمين الذين عرفهم، ولم يكن لديه غير القليل من المال لمساعدة المحتاجين، ومع ذلك فإنه مرارا كثيرة حرم على نفسه الطعام ليسد به رمق أولئك الذين بدا أنهم أحوج منه إلى الطعام. لقد أحس إخوته بأن تأثيره قد امتد وانتشر بحيث أبطل تأثيرهم، إذ كان يملك لباقة لم تكن لأي منهم ولا رغب أحدهم في الحصول عليها. وبينما كانوا يكلمون الناس المساكين المنحطين بخشونة كان يسوع يبحث عن نفس أولئك المنبوذين ويكلمهم بكلام التشجيع. كان يقدم لكل ظامئ أو رازح كأس ماء بارد وبكل رقة وهدوء كان يقدم للجياع طعامه. وإذ كان يخفف من آلامهم كانت أعمال الرحمة التي كان يقدمها لهم تصحب تعاليمه التي كانت ترسخ في أذهانهم بسبب ذلك. — مشتهى الأجيال، صفحة ٧٥. ChSAr 186.2