الخدمة المسيحية
خطّة ناجحة
إنّ حملة جمع الحصاد في الإرساليات هي مِن الخطط الجديدة للوصول إلى غير المؤمنين. وهي خطّة أثبتت نجاحها في العديد مِن الأماكن خلال السنوات القليلة الماضية، وهذا ما جلب البركات إلى حياة الكثيرين، وزاد تدفّق العطايا السخيّة إلى خزانة الإرساليات. والذين هم خارج إيماننا قد علموا بتقدّم رسالة الملاك الثالث وانتشارها في البلاد الوثنية، وقد أثير تعاطفهم، وسعى البعض منهم لمعرفة المزيد عن الحقّ وبما به مِن قوّة تقدر أنْ تجدّد القلوب والحياة. وقد أمكِنَ الوصول إلى الرجال والنساء مِن جميع الطبقات، وتمجّد اسم الله. — م س. «كونسكراتد أيفورتس تو رييتش أنبيليفرز»، ٥ يونيو ١٩١٤. ChSAr 167.2
قد يشكّك البعض في مدى صحّة أنْ نقبل الهبات مِن غير المؤمنين. فليسأل هؤلاء أنفسهم السؤال التالي: «مَن هو المالِك الحقيقي لعالمنا؟ وإلى مَن تعود ملكيّة ما فيه مِن بيوت وأراضٍ وكنوز مِن ذهب وفضّة؟». إنّ للربّ فيضاً مِن البركات في عالمنا، وقد وضع خيراته في يد الجميع، سواء أكانوا مطيعين أم عصاة. وهو على استعداد لأنْ يرفّ بروحه على قلوب أهل العالم، حتى عبدة الأوثان منهم، ليعطوا بوفرة لدعم عمله؛ وهو سيقوم بهذا حالما يتعلّم شعبه أنْ يتقرّبوا إلى أولئك الناس بحكمة وأنْ يلفتوا انتباههم إلى الامتياز الذي قد يكون مِن نصيبهم. فلو أنّ احتياجات عمل الربّ قد عُرِضَت في نور لائق أمام أصحاب النفوذ والتأثير، فإنّ هؤلاء الرجال قد يفعلون الكثير للمضي قدماً بعمل الحقّ الحاضر. لقد خسر شعب الله العديد مِن الامتيازات التي كان يمكن الاستفادة منها، لو أنّهم لم يختاروا الوقوف مستقلّين عن العالم. — ذا سزرن ووتشمان، ١٥ مارس ١٩٠٤. ChSAr 167.3
ما يزال الربّ يحرّك قلوب الملوك والحكّام لأجل مصلحة شعبه. وعلى الذين يخدمونه أنْ يستفيدوا مِن المعونة التي يحثّ الربّ الناسَ على تقديمها في سبيل نجاح عمله. والوسائل التي تأتي مِن خلالها هذه الهبات قد تمهّد السبل التي بواسطتها يصل نور الحقّ إلى بلدان كثيرة يسودها الظلام. قد لا يكون عند هؤلاء الرجال تعاطف مع عمل الله، ولا إيمان بالمسيح، وقد لا تكون لديهم معرفة بكلمته؛ ولكنّ هباتهم لا يمكن أنْ تُرفَض لهذا السبب. - ذا سزرن ووتشمان، ١٥ مارس ١٩٠٤. ChSAr 168.1
لقد وضع الربّ خيراته في أيدي المؤمنين وغير المؤمنين على حدّ سواء؛ وذلك كي يُرجِع الجميعُ إليه ما هو خاصّته لكي يتمّ عمله الواجب القيام به لأجل عالمٍ ساقط. وطالما نحن في هذا العالم وروح الله يعمل في بني البشر، فإنّنا سننال النِّعَم وعلينا أيضاً أنْ نمنحها. علينا أنْ نعطي للعالم نور الحقّ، كما هو مُعلَن في الكِتَاب المُقدَّس؛ وينبغي أيضاً أنْ نقبل مِن العالم العطايا التي يقدّمها الناس إذ يحرّك الله قلوبهم لصالح عمله. — ذا سزرن ووتشمان، ١٥ مارس ١٩٠٤. ChSAr 168.2
على الرغم مِن أنّ العالم في معظمه هو في حوزة الأشرار، لكنّه بكلّ ما فيه مِن ثروات وكنوز هو ملكٌ لله. «لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا». «لِي الفِضَّةُ وَلِي الذَّهَبُ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” «لِأَنّ لِيْ حَيَوانَ الوَعْرِ وَالْبَهَاْئِمَ عَلَى الْجِبَالِ الْأُلُوْفِ. قَدْ عَلِمْتُ كُلَّ طُيُورِ الْجِبَالِ، وَوُحُوشُ الْبَرِّيَّةِ عِنْدِي. إِنْ جُعْتُ فَلا أَقُوْلُ لَكَ، لِأَنَّ لِي المَسْكُوْنَةَ وَمِلْأَهَا.” آه، يا ليت المؤمنين يدركون على نحو أكمل امتيازاتهم وواجباتهم، وفي الوقت عينه يعزّزون المبادئ القويمة، لكي يستفيدوا مِن كلّ فرصة ترسلها السماء لأجل تقدّم ملكوت الله في هذا العالم. — ذا سزرن ووتشمان، ١٥ مارس ١٩٠٤. ChSAr 168.3