الخدمة المسيحية
مسؤوليات وواجبات شعب الله
إن راية الحق والحرية الدينية التي رفعها مؤسسو الكنيسة الإنجيلية عالياً، والتي رفعها أيضاً شهود الله في غضون القرون التي مرت منذ ذلك الحين - هذه الراية قد سلمت بين أيدينا في هذه المعركة الأخيرة. إن المسؤولية عن هذه العطية العظيمة تستقر على أولئك الذين قد باركهم الله بمعرفة كلمته. فعلينا أن نقبل هذه الكلمة على أنها السلطة العليا. وعلينا أن نعتبر الحكومة البشرية مُعَيَّنة من الله ونعلم الناس الطاعة لها على أنها واجب مقدس في حدود محيطها المشروع. ولكن عندما تتعارض مطاليبها مع مطاليب الله فينبغي لنا أن نطيع الله أكثر من الناس. علينا أن نعتبر كلمة الله فوق كل قانون بشري. ففيما يختص بالأمور الروحية ينبغي ألا نستبدل القول: «هكذا قال الرب” بالقول: «هكذا قالت الكنيسة» أو «هكذا قالت الدولة”. يجب أن يُرفَع إكليل المسيح فوق كل تيجان ملوك الأرض. — أعمال الرسل، صفحة ٥٢، ٥٣. ChSAr 161.3
إنّنا كشعب، لم نكمل العمل الذي أسنده الله إلينا. إنّنا غير مستعدّين للنتائج التي سيتمخّض عنها فرض نظام الأحد. وتلبية نداء الواجب تدعونا، إذ نرى الخطر يدنو، لأنْ ننشَطَ للعمل. لا يجلسنَّ أحدٌ في سكون متوقّعاً حلول الشرّ، مطمئناً نفسه بالاعتقاد بأنّ هذا العمل لا بدّ له مِن أنْ يستمرّ لأنّ النبوّة أنبأت بذلك، وأنّ الربّ سيسدل على شعبه ستر حمايته. إنّنا لا نفعل مشيئة اللـه عندما نخلد إلى السكون ولا نعمل شيئاً لصون حرّية الضمير. ينبغي أنْ ترتفع إلى السماء صلاة حارّة فعّالة ليصير مِن الممكن تأخير هذه الكارثة حتى نستطيع إكمال العمل الذي أُهْمِلَ زماناً هذه مدّته. دعونا نرفع أَحرّ صلاة، ومِن ثمّ نعمل بانسجام مع صلواتنا. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٧١٣، ٧١٤. ChSAr 162.1
إنّ مِن واجبنا أنْ نقوم بكلّ ما في وسعنا لنبعد عنّا الخطر الذي يتهدّدنا. ينبغي أنْ نسعى لنجرّد التعصّب مِن سلاحه، وذلك عندما نضع أنفسنا في نور لائق أمام الشعب. وعلينا أنْ نعرض أمامهم المسألة الحقيقية التي يدور حولها النزاع، ممّا سيثير احتجاجاً أكثر تأثيراً على التدابير الهادفة إلى تقييد حرّيّة الضمير. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٤٥٢. ChSAr 162.2
في حين أعطانا الله نوراً يستجلي الأخطار التي تواجهنا، كيف لنا أنْ نتبرّر أمامه إذا كنّا نُهمل ضرورة بذلنا لكلّ جهد يمكن تقديمه أمام الشعب؟ هل لنا أنْ نهنأ في حياتنا ونحن نتركهم يواجهون هذه المسألة المصيرية وهم غافلون؟ — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٧١٢. ChSAr 162.3
عندما بدأ الإصلاحيون الوطنيون يحثّون على اتّخاذ تدابير تقيّد الحرّيّة الدينيّة، كان ينبغي على قادتنا البارزين أنْ يكونوا على درجة مِن الوعي لهذا الوضع، وأنْ يكونوا قد عملوا بجدّ للتصدّي لتلك الجهود. ليس في ترتيب الله أنْ يُحجَب النور عن شعبنا، وهو الحقّ الحاضر نفسه الذي كانوا بأمسّ الحاجة إليه لهذه الأيّام. لا يتمتّع جميع الخدّام الذين يقدّمون رسالة الملاك الثالث بفهم سليم لمقوّمات هذه الرسالة. لقد اعتبر البعضُ أنّ حركة الإصلاح الوطنية ليست ذات أهمّيّة كبيرة بحيث يلزم أنْ يولوها الكثير مِن الانتباه، حتى أنهم شعروا أنّ الاكتراث بهذه المسائل فيه حيدان عن رسالة الملاك الثالث. فليغفر الربّ لإخوتنا تفسيرهم للرسالة الخاصّة بوقتنا هذا. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٧١٥. ChSAr 162.4
ما زلنا نترقّت منذ سنوات عديدة أنْ يُفرض في بلادنا تشريع خاصّ بيوم الأحد؛ والآن إذ أصبحت الحركة قاب قوسين أو أدنى، فإنّنا نطرح السؤال التالي، هل قام شعبنا بواجبه في هذه المسألة؟ ألا يمكننا أنْ نمدّ يد العون في رفع الراية وفي دعوة الذين يراعون حقوقهم وامتيازاتهم الدينية ليأخذوا مواقعهم في المقدّمة؟ إنّ الوقت مقبل في إسراع حيث ستضرب يد الاضطهاد والقمع أولئك الذين اختاروا طاعة الله لا طاعة الناس. فهل نهين الله بصمتنا بينما تُداس وصاياه المقدّسة تحت الأقدام؟ وبينما يقدّم العالم البروتستانتي بمواقفه التنازلات لروما، دعونا نستيقظ لنفهم ما يجري مِن حولنا وننظر إلى النزاع في أبعاده الحقيقية. فليرفع الحرّاس الآن صوتهم، وليقدّموا الرسالة، التي هي الحقّ الحاضر لهذا الوقت. دعونا نعرض للناس أين نحن الآن في التاريخ النبوي، ونسعى لإثارة الروح البروتستانتية الحقّة، وهكذا نوقظ العالم ليشعر بقيمة امتيازات الحرّية الدينية التي تنعّم الناس بها لزمان هذا مدّته. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٧١٦. ChSAr 163.1
ينبغي إيقاظ شعب أمّتنا ليقاوموا زحف هذا العدوّ الأشدّ خطراً على الحرّيّة المدنية والدينية. — ذا سبيريت أوف بروفيسي ٤: ٣٨٢. ChSAr 163.2
هل نجلس مكتوفيّ الأيدي، ولا نعمل شيئاً حيال هذه الأزمة؟... فليساعدنا الله لننهض مِن السبات الذي تسلّط علينا لسنوات عديدة. — ذا ريڨيو آند هيرالد، ١٨ ديسمبر ١٨٨٨. ChSAr 163.3