الخدمة المسيحية

151/270

الأحداث القادمة

لقد اعتُبِر شعبُنا أقلّ شأناً بكثير مِن أنْ يستحقّ الملاحظة؛ ولكنّ التغيير سيأتي. إنّ العالم المسيحي يحضّر الآن لحركات مِن شأنها أنْ تجعل حفظة الوصيّة يبروزن إلى الصدارة. إنّ النظريات الزائفة والعقائد التي ابتدعها البشر تحتلّ على الدوام مكان الحقّ الإلهي، والعمل جارٍ على قدم وساق لإعداد حركات تهدف إلى استعباد ضمائر المخلصين لله. والسلطات البشرية التي تسنّ القوانين ستصطفّ في الجانب المعادي لشعب الله. وكلّ نفس سوف تُمْتَحَن. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٥٤٦. ChSAr 155.3

إنّ الناس سيمجّدون شرائع وقوانين تتعارض بشكل مباشر مع شريعة الله، وسيسعون إلى تنفيذها بصرامة وقسوة. وبرغم حماسهم في فرض وصاياهم، إلّا أنّهم بهذا ينصرفون عن القول الصريح «هكَذَا يَقُوْلُ الَّربُّ.” وإذ يكرمون يوم راحة زائف، فإنّهم سيسعون لإرغام الناس على إهانة شريعة يهوه، التي هي صورة لصفاته. وبرغم براءة عبيد الله مِن الأفعال المشينة الآثمة، لكنّهم سيسلّمون ليعانوا الإذلال وسوء المعاملة مِن قِبَل أولئك الذين امتلأت نفوسهم — بإلهام مِن الشيطان — بالحسد والتعصّب الديني. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢٢٩. ChSAr 156.1

إنّ السلطات الدينية، التي تجاهر بتحالفها مع السماء مدّعية أنّ لها مزايا الحَمَل، ستُظهر بأفعالها أنّ لها قلب تنّين، وأنّ الشيطان هو مُحرّكها والمسيطر عليها. إنّه لآتٍ الوقت الذي ستضرب يد الاضطهاد شعب اللـه لأنّهم يقدّسون اليوم السابع... أمّا شعب اللـه فعليهم أنْ يثبتوا على ولائهم للـه، وسيعمل الربّ لأجل مصلحتهم، مظهراً بوضوح أنّه إله الآلهة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢٢٩، ٢٣٠. ChSAr 156.2

فكل إهانة وعار وقسوة أمكن للشيطان أن يحرّض الناس على ابتكارها وقعت على أتباع يسوع. وستتم النبوة أيضاً بكيفية ملحوظة، لأن القلب الشهواني لا يزال يقف موقف العداء لشريعة الله ولن يخضع لأوامرها. فالعالم ما عاد في حالة وفاق مع مبادئ المسيح اليوم كما كان في أيام الرسل. فنفس العداوة التي أوعزت إلى الناس بأن يصرخوا قائلين: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!” ونفس العداوة التي دفعتهم لاضطهاد التلاميذ لا تزال تعمل في أبناء المعصية. إنها نفس الروح التي وجدت في العصور المظلمة والتي أرسلت الناس إلى السجون وإلى المنفى وإلى الموت، والتي ابتكرت عذابات محكمة التفتيش الرهيبة، والتي رسمت خطة مذبحة سان بارثولوميو ونفذتها، والتي أضرمت النار في ساحة سميث فيلد. هذه الروح لا تزال تعمل بنشاط خبيث في قلوب غير المتجددين. إن تاريخ الحق كان ولا يزال دائما سجلاً للحرب بين الصواب والخطأ. وإن الكرازة بالإنجيل قام بها أصحابها وانتشرت في هذا العالم في وجه المقاومة والخطر والخسائر والآلام. — أعمال الرسل، صفحة ٦٥، ٦٦. ChSAr 156.3

سيُزجّ بالكنيسة الباقية في ضيق وكرب عظيمَين. إنّ الذين يحفظون وصايا اللـه وعندهم إيمان يسوع سيشعرون بغضب التنّين وجنده. فالشيطان يعتبر أهل العالم رعاياه لأنّه امتلك الكنائس المرتدّة، ولكنْ ههنا جماعة صغيرة تقاوم سلطانه، فإذا استطاع أنْ يمحوها مِن الأرض تتمّ له الغلبة. وكما استمال الشعوب الوثنية لإهلاك إسرائيل، هكذا سيثير، في القريب العاجل، قوّات الشرّ في الأرض لإهلاك شعب اللـه، إذ سيطلب مِن الكلّ أنْ يعملوا بمقتضى مراسيم البشر، خلافاً للشريعة الإلهية. أمّا الذين سيكونون أمناء للـه وللواجب فسوف يُهدَّدون ويوشي بهم ويُحرَمون مِن حماية القانون ويسلَّمون «مِنَ الْوَالِدَيْنِ وَالْإِخْوَةِ وَالْأَقْرِبَاءِ وَالْأَصْدِقَاءِ.” — تستيمونيز فور ذا تشرش ٩: ٢٣١. ChSAr 157.1

والوقت الذي فيه يُمتحن كلّ إنسان ليس بعيداً. وسيلحُّ علينا الآخرون بل يحاولون إرغامنا على حفظ السبت الزائف. وسيشتدُّ النزاع بين وصايا الله ووصايا الناس. فالذين خضعوا لأوامر العالم خطوة فخطوةً واستكانوا للعادات الدنيويّة سيرضخون للسلطات الحاكمة بدلاً من تعريض أنفسهم للسخريّة والإهانات والتهديد بالسجن والموت. وفي ذلك الحين سيعزل الذهب عن الزغل وستمتاز التقوى الحقيقيّة على صورتها ومظهرها الكاذبين. وكثيراً ما يحدث أن نرى نجماً باهراً أُعجبنا بلمعانه وإذا بنا نراه يهوي بين أحضان الظلام. فالذين يدّعون أنّهم تزيّنوا بزينة المقدس ولم يتسربلوا ببرّ المسيح سيظهرون حينئذ مجللين بعار عريهم. — الأنبياء والملوك، صفحة ١٢٩. ChSAr 157.2

إنّ المشهد الذي يُطِلّ علينا هو مشهد كفاح مستمرّ محفوف بخطر الاعتقال والسجن وخسارة الملكية، بل وحتى الحياة نفسها، هذا كلّه دفاعاً عن شريعة الله التي أبطلتها قوانين الناس وشرائعهم. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٧١٢. ChSAr 157.3

سريعاً ستأتي الأيّام حين سيدرك المدافعون عن الحقّ — عن طريق الاختبار — ما معنى أنْ يكونوا شركاء في آلام المسيح. أمّا الطاغية الأعظم فهو يرى أنّ ليس لديه سوى القليل مِن الوقت للعمل، وأنّه سرعان ما يفقد قبضته على الإنسان وقوّته تؤخذ منه، وهو سيعمل بكلّ خديعة الإثم في الهالكين. إنّ الأضاليل والخرافات تدوس على الحقّ والعدالة والمساواة. إنّ كلّ سلطة معادية للحقّ تشتدّ قوّة. — ذا سزرن ووتشمان، ٣١ أكتوبر ١٩٠٥. ChSAr 157.4

إنّ العمل الذي أخفقت الكنيسة في القيام به في وقت السلام والازدهار، سيكون لزاماً عليها أنْ تؤدّيه أثناء أزمة خانقة، في ظلّ ظروف غاية في الصعوبة ومثبّطة للهمم. إنّ التحذيرات التي أخرستها أو حجبتها مجاراة العالم، ينبغي أنْ تقدَّم تحت أقسى مقاومة يمارسها أعداء الإيمان. وفي ذلك الحين، سوف تتخلّى عن الإيمان الطبقة السطحية المحافظة على القديم والتي أبطأ تأثيرها تقدّم العمل بشكل ثابت، لتقف إلى جانب المجاهرين بعدائهم له، إذ لطالما مالت عواطف تلك الطبقة نحو هؤلاء. ومِن ثمّ فإنّ هؤلاء المرتدّين سيُظهرون عداءً مستحكماً، ويفعلون كلّ ما بوسعهم لقمع إخوتهم السابقين وتشويه سمعتهم وإثارة السخط ضدّهم. إنّ ذلك اليوم قريب على الأبواب. إنّ أعضاء الكنيسة سيُمتَحنون ويخضعون للاختبار فرداً فرداً. إنّهم سيوضَعون في ظروف تضطرّهم إلى الشهادة لصالح الحقّ، وكثيرون منهم سيُدعون إلى الكلام أمام المجالس ومحاكم العدالة، ربّما لوحدهم وبشكل منفصل. إنّ الخبرة التي كان مِن شأنها أنْ تساعدهم في هذه الحالة الطارئة قد أهملوا الحصول عليها، ونفوسهم الآن مملوءة بالندم على الفرص الضائعة والامتيازات المُهمَلة. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٤٦٣. ChSAr 158.1

إنّ العالم البروتستانتي اليوم يرى في الجماعة الصغيرة التي تحفظ السبت مردخاي آخر جالساً في الباب، فأخلاقه وسلوكه المعبّران عن الإجلال لشريعة الله هما توبيخ مستمرّ لأولئك الذين طرحوا عنهم مخافة الربّ ويدوسون على سبته المقدّس. وبوسيلة أو بأخرى يجب أنْ يُزاح الدّخيل غير المرغوب فيه مِن الطريق. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٤٥٠. ChSAr 158.2

سيثير الشيطان السخط على الأقلّيّة المتواضعين الذين يرفضون بضمير صالح أنْ يقبلوا ما شاع مِن العادات والتقاليد. إنّ أناساً مِن ذوي المكانة والصيت سينضمّون إلى العُصاة والسفلة للتآمر على شعب اللـه، وسيُحشد الثراء والذكاء والثقافة لتطمرهم بالخزي والعار. وسيأتمر بهم المضطهِدون مِن حُكّام وقسوس وأعضاء كنائس، وسيسعون، باللسان والقلم، بالتبجّح والتهديد والهزء، ليهدموا إيمانهم، وسيهيّجون انفعالات الناس عليهم بتصويرهم إيّاهم تصويراً كاذباً بالمرافعات الغاضبة. وإذ لا يجدون في كلمة اللـه ما يستندون إليه في معاكسة المؤيّدين لسبت الكِتَاب المُقدَّس، سيلجأون إلى سنّ شرائع جائرة لسد النقص. أمّا المشترعون، فلكي يضمنوا لأنفسهم الشهرة والتأييد، سيذعنون لطلب فرض نظام الأحد... وفي ميدان المعركة هذا تدور رحى الصراع العظيم في الحرب بين الحق والباطل. — تستيمونيز فور ذا تشرش ٥: ٤٥٠، ٤٥١. ChSAr 158.3