قِصَّة الفداء

59/229

١٨ - شريعة ﷲ

يعتمد هذا الفصل على ما جاء في سِفر الخروج ١٩ و٢٠.

بعد أنْ غادر بنو إسرائيل رفيديم،” ... جَاءُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ فَنَزَلُوا فِي الْبَرِّيَّةِ. هُنَاكَ نَزَلَ إِسْرَائِيلُ مُقَابِلَ الْجَبَلِ. وَأَمَّا مُوسَى فَصَعِدَ إِلَى اللهِ. فَنَادَاهُ الرَّبُّ مِنَ الْجَبَلِ قَائِلاً: ‹هكَذَا تَقُولُ لِبَيْتِ يَعْقُوبَ، وَتُخْبِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ. فَالآنَ إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي، وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فَإِنَّ لِي كُلَّ الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ›. فَجَاءَ مُوسَى وَدَعَا شُيُوخَ الشَّعْبِ وَوَضَعَ قُدَّامَهُمْ كُلَّ هذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا الرَّبُّ. فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مَعًا وَقَالُوا: ‹كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ›. فَرَدَّ مُوسَى كَلاَمَ الشَّعْبِ إِلَى الرَّبِّ» (خروج ١٩: ٢-٨). SRAr 137.1

لقد دخل الشعب هُنا في عهد مُقدَّس مع الله، وقبلوه سيّدًا وحاكِمًا لهم، وبموجب هذا العهد أصبحوا الرعايا المُميَّزين لعنايته الإلهيَّة. «فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: ‹هَا أَنَا آتٍ إِلَيْكَ فِي ظَلاَمِ السَّحَابِ لِكَيْ يَسْمَعَ الشَّعْبُ حِينَمَا أَتَكَلَّمُ مَعَكَ، فَيُؤْمِنُوا بِكَ أَيْضًا إِلَى الأَبَدِ›. وَأَخْبَرَ مُوسَى الرَّبَّ بِكَلاَمِ الشَّعْبِ» (خروج ١٩: ٩). عندما واجه العبرانيُّون صعوباتٍ في الطريق، كانوا يعمدون إلى التذمُّر على موسى وهارون، ويتَّهمونهما بقيادة جماهير إسرائيل مِن مصر إلى الهلاك. أراد الله أنْ يُكرم موسى أمامهم لكي يقودهم ذلك إلى الثقة بإرشاداته وليعرفوا بأنَّ الله قد وضع روحه في موسى. SRAr 137.2