قِصَّة الفداء

229/229

أورشليم الجديدة

وهناك أورشليم الجديدة التي: «لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ» (رؤيا يوحنَّا ٢١: ١١). يقول الربُّ: «فَأَبْتَهِجُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَفْرَحُ بِشَعْبِي” (إشعياء ٦٥: ١٩). «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ» (رؤيا يوحنَّا ٢١: ٣، ٤). SRAr 431.2

وفي مدينة الله «وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ» (رؤيا يوحنَّا ٢٢: ٥). ولن يكون أحدٌ بحاجة إلى الراحة أو يرغب فيها. ولن يشعر أحد بالتعب مِن صنع مشيئة الله وتقديم الحمد والتسبيح لاسمه. وسنشعر دائمًا بنضارة الصباح ولن نخشى أنْ ينتهي. «وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ» (رؤيا يوحنَّا ٢٢: ٥). ويفوق نورَ الشمس ضياءٌ لا يُبهر الأبصار، ومع ذلك فهو يفوق بإشراقه نور مُنتصف النهار. ومجد الله والخروف يغمر المدينة المقدَّسة بنور لا يخبو. والمفديُّون يسيرون في مجد النهار الأبديِّ الذي لا شمس فيه. SRAr 431.3

«وَلَمْ أَرَ فِيهَا هَيْكَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ الْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، هُوَ وَالْخَرُوفُ هَيْكَلُهَا» (رؤيا ٢١: ٢٢). ويكون لشعب الله امتياز الشركة المباشرة مع الآب والابن. «فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ» (١كورنثوس ١٣: ١٢). إنَّنا نرى في أعمال الطبيعة وفي مُعاملات الله مع الناس انعكاسًا لصورته كما في مرآة؛ لكنَّنا حينئذ سنراه وجهًا لوجه مِن دون حجاب يحجب الرؤية. وسنمثُل في حضرته وننظر مجد وجهه. SRAr 432.1

هناك ستتأمَّل العقول الخالدة بسرور لا يكلُّ في عجائب القوَّة الخالِقة وفي أسرار المحبَّة الفادية. ولن يكون هناك عدوٌّ قاسٍ مُخادع ليُجرِّب أنْ يُنسينا الله. وستنمو وتتطوَّر كلُّ قوى النفس وستزداد كلُّ مهارة، وتحصيل المعرفة لن يُتعِب العقل ولن يُرهِق القِوى. وهناك يُمكِن تنفيذ أروع المشاريع، وتحقيق أسمى التطلُّعات ونوال أرفع المطامح؛ ومع ذلك تظهر ذرى جديدة ليبلغها الإنسان، وعجائب جديدة ليُعجب بها، وحقائق جديدة عليه ليدركها، وأغراض متجدِّدة تتطلَّب بذل قوى العقل والنفس والجسد. SRAr 432.2

وإذ تمرُّ سنوات الأبديَّة، تأتي بإعلاناتٍ أغنى وأمجد عن الله والمسيح. وكما تتجدَّد المعرفة فكذلك ستتجدَّد المحبَّة والوقار والسعادة وتزيد أيضًا. وكلًّما ازدادت معرفة البشر عن الله، زاد إعجابهم بصفاته. وإذ يكشف يسوع أمامهم غنى الفداء والأعمال العظيمة المُدهِشة في الصراع العظيم مع الشيطان، فإنَّ قلوب المفديِّين ستخفق بتكريس أقوى، ويشتدُّ حماس أيديهم إذ يعزفون على قيثاراتهم الذهبيَّة، فتتَّحد ربوات ربوات وألوف ألوف من الأصوات لإنشاد تسابيح الحمد العظيمة. SRAr 432.3

«وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: ‹لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ›” (رؤيا يوحنَّا ٥: ١٣). SRAr 433.1

لم يعد هناك وجود للخَطِيَّة ولا للخطاة. لقد صار الكون كلُّه طاهرًا، والصراع العظيم قد انتهى إلى الأبد. SRAr 433.2