قِصَّة الفداء
الأمم يقبلون الروح القدس
كرز بطرس بيسوع أمام هؤلاء القوم الذين استمعوا إليه بآذان مصغية كي لا تفوتهم أيَّة كلمة؛ وتكلَّم عن حياة يسوع وخدمته ومُعجزاته وتعرُّضه للخيانة وصلبه وقيامته وصعوده وعمله في السماء كنائب وشفيع عن الإنسان ليشفع بالخُطاة. وبينما كان بطرس يتكلَّم، توهَّج قلبه بروح الحقِّ الإلهيِّ الذي كان يُقدِّمه للناس. لقد افتُتِن السامعون بروعة التعاليم التي سمعوها لأنَّ قلوبهم كانت قد تهيَّأت لقبول الحقّ. قوطِع الرسول فجأة بحلول الروح القدس كما ظهر في يوم الخمسين. «فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ، كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ، لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الأُمَمِ أَيْضًا. لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ أَجَابَ بُطْرُسُ: «أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضًا؟” وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّامًا» (أعمال الرسل ١٠: ٤٥-٤٨). SRAr 289.1
إنَّ حلول الروح القدس على الأمم لم يكن مُعادِلًا للمعموديَّة. وبكلِّ الأحوال، فإنِّ الخطوات الضروريَّة للتجديد هي: الإيمان والتوبة والمعموديَّة. وهكذا تكون كنيسة الله الحقيقيَّة متَّحدة مِن خلال ربٍّ واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة. ونعمة الله المقدَّسة تستطيع أنْ تُغيِّر الطباع المتنوِّعة، فتصبح المبادئ المُميِّزة نفسها هي التي تُنظِّم حياة الجميع. استجاب بطرس لتوسُّلات المؤمنين مِن الأمم، وبقي معهم لبعض الوقت كارزًا بيسوع لكلِّ الأمم في ذلك المُحيط. SRAr 289.2
وعندما سمع الإخوة الذين في اليهوديَّة أنَّ بطرس قد كرز إلى الأمم والتقى بهم وأكل معهم في منازلهم، دُهشوا وشعروا بالإهانة نتيجة تلك التصرُّفات الغريبة مِن جانبه. وقد أصبحوا يخافون مِن أنْ يكون تصرُّفه هذا الذي بدا لهم أنَّه ينطوي على الكثير مِن الجرأة مناقضًا لتعليمه. وحالما زارهم بطرس، راحوا يوجِّهون إليه ألفاظ اللوم القاسية، قائلين: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَال ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ» (أعمال الرسل ١١: ٣). SRAr 290.1