أعما لالرُّسل
أعمال الرُّسل
مقدمة
في وسط تقلبات الحياة وتناقضاتها المؤلمة يوجد لله شهود أمناء في كل زمان ومكان . فالعشب والزهر في عالم الطبيعة والأشجار والخمائل ، الأدوية ،السهول ،التلال والجبال ، الأنهار والبحيرات ، البر والبحر كلها تشهد لله واضع علمه وبديع صنعه. AR .0
السماوات من فوق تشهد لقوته وحكمته وألوهيته . فالأفلاك الملتهبة والنجوم الساطعة تعلن بألسنة من نار مجد الله وتكشف لجميع الناس جمال خليقته وكمال خلقه. AR .0
لقد أعلنت كلمته الإلهية لمدى أجيال محبته الخالقة والفادية التي كانت ولازالت تتوسل للناس الرجوع إليه لإيجاد البر والسلام والراحة. AR .0
إناليسوع ليتجلى الآن كما تتجلى بالأمس لكل الشعوب على حد سواء ويقدم طريقته النموذجية لكل باحث مخلص عن الحق. AR .0
بعد ذكر يسوع تأتي حياته ويأتي تأثيره المباشر العميق على حياة الناس والأتباع. لقد سُرَ الله أن يتخذ طبيعة الإنسان غير الكاملة ويجعلها «لمدح مجد نعمته» بقيامه من الأموات .إن الشهادة لله التي تجلت في حياة كل رسول وكارزإنما هي شهادة عن التجديد وإعادة الخلق والإمتداد الإنساني . وماأكثر الرؤى التي ظهرت للناس على اختلاف طبقاتهم كالصيادين والكتبة والطلبة والأطباء وصانعي الخيام، إذ جعت هذه الرؤى الناس الذين يخافون الله ولايرتجفون أمام القوة البشرية، نماذج رائعة على امتداد التاريخ. AR .0
فمن كان يتوقع أن تلك الجماعة القليلة تغدو مع مرّ الزمن قوة روحية جبارة يتجاوز عدد أفرادهااليوم البليون نسمة . تلك هي الكنيسة المسيحية المعاصرة. AR .0
لقد تمكنت تلك الجماعة حينئذ من اكتساب الأتباع بغيرة تفوق الوصف حتى أن أعدائهم احتجوا قائلين بأنهم قلبوا العالم رأس على عقب. لقد حققوا ذلك الإنجاز الكبير بالرغم منضآلة مواردهم وإمكاناتهم وبرغم الفقر والمعاناة والإضطهاد المرير . AR .0
وبالإضافة إلى تشديد الكتاب على القوة التي آزرت الكنيسة الأولى وقيادتها إلى النصر، فهو يشدد أيضاً على أن القوة إياها لاتزال متاحة للرجال والنساء اليوم أيضاً. وقد كتبت المؤلفة في ذلك تقول: «وكما أرسل يسوع تلاميذه بالأمس فهو يرسل كنسيته اليوم بالقوة ذاتها». ولذلك سينتهي عمل الرب سريعة بزخم أقوة بقوته العاملة في شعبه بلا كلل. AR .0
فعن طريق هذا الكتاب الملهم شع نور دافق على الكنيسة الرسولية ونشاطاها الروحي ومايعنيه لنا ذلك في يومنا الحاضر . لأن الكنيسة المناضلة هي الكنيسة المنتصرة. ففي كل حروبها وتجاربها وخيباتها كانت تريم أمامها رؤى النصر والظفر . ومن وراء ضجيج هذا العالم وصخبه تسمع أبداصوت قائدها الإلهي العذب يدوي في آذانها بألحان التشجيع والعزاء . فالذي تألم من أجل أولاده سيختارهم ليملكوا معه ، والذي جاء متضعاً ليموت سيأتي في المجد ملكا أبديا. AR .0
إن مؤلفة هذا الكتاب هي سيدة فاضلة كتبت مايزيد على خمسين مجلدا من الكتب الروحية القيمة وهي من خيرة الكتب الكلاسيكية ذات الرواج الواسع. لذلك يعتبر الناشرون امتيازاً لهم أن يقدموا باللغة العربية هاذا الكتاب الجديد لفائدة النفوس المتعطشة للخلاص . AR .0
الناشرون AR .0