خدمة الشفاء
الاقتصاد وإنكار الذات
كثيرون من الناس يحتقرون الاقتصاد إذ يخلطون بينه وبين البخل والشح. ولكن الاقتصاد متوافق مع السخام. وفي الحقيقة أنه لولا الاقتصاد ما كان هنالك مساء حقيقي ، فعلينا أن أقتصاد حتى يمكننا أن نعطي . KS 124.3
ولا يمكن لإنسان أن يمارس عمل الخير حقيقة بدون إنكار ذاته بحياة البساطة وإنكار الذات والاقتصاد الدقيق ، وحدها يمكننا إنجاز العمل المعين لنا كممثلين للمسيح. ينبغي استئصال الكبرياء والطموح العالمي من قلوبنا. وفي كل عملنا ينبغي تنفيذ مبدأ الإيثار المعلن في حياة المسيح. فعلى جدران بيوتنا وصورنا واثاثات منازلنا ينبغي أن نقرأ القول: «أليس . . . أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك ». وعلى خزائن ملابسنا يجب أن نجد هذه الكتابة: «إذا رأيت عرياناً تكسوه ». وعلى المائدة الحافلة بالطعام الكثير نرى هذا القول: «أليس أن تكسر للجائع خبزك ؟» (اشعياء 58:۷). KS 124.4
إن أمامنا آلافاً من أبواب النفع مفتوحة. إننا كثيراً ما تندب قلة مواردنا. ولكن لو أن المسيحيين جادون حقاً ضاعفوا الموارد ألف ضعف. ولكنها الأنانية والانغماس الذي يوصد البابية بيننا وبين النفع . KS 124.5
ما أكثر ما يُنفق المال على الأشياء التي هي مجرد أصنام، الأشياء التي تحتل تفكيرنا ووقتنا وقوتنا وكان يجب استخدامه في شؤون أسمى ! وما أكثر المال الذي يصرف في إقامة بيوت غالية الثمن واثاثات غالية القيمة والطعام المترف الضار والانغماس الضار! وكم من المال يبدد في شراء الهدايا التي لا تفيد أحدا! إن المعترفين بالمسيح ينفقون في هذه الأيام على الأشياء التي لا داعي لها والتي هي في الغالب ضارة ، أكثر بما لا يقاس مما ينفقون على محاولة إنقاذ النفوس من المجرب . KS 125.1
وكثيرون وممن یعتبر فون بأنهم مسیحیوں يصرفون أموالا كثيرة جداً في شراء الملابس بحيث لا يوفرون شيئا يسد اعواز الآخرين . إنهم يقولون إنهم يجب أن يكون عندهم زينات وملابس غالية الثمن بعض النظر عن حاجات الذين لا يقدرون أن يوفروا لأنفسهم أبسط الثياب إلا بشق النفس. KS 125.2
يا أخواتي لو أردت أن تجعل مايسكن مطابقة للقوانين الواردة في الكتاب توفرت لديكم أموال طائلة لمساعدة أخواتكن الفقيرات . ولا يتوفر لديك المال فقط يل الوقت أيضاً. هذا ما تمس الحاجة إليه. توجد كثيرات ممن تستطع مساعدتهم بمقترحاتكم والباقي كن ومهارتك . أريهم كيف يلبس ملابس بسيطة ومع ذلك يتوفر فيها الذوق السليم . كثيرا ما تمتنع امرأة عن الذهاب إلى بيت الله يمسي سبب رثائه ثيابها وعدم لياقتها إذ هي على نقيض ليس الأخريات. كثيراً ما تكون هناك روح حساسة تضمر شعوره بالمذلة والمهانة المرة والظلم لوجود هذا البون الشاسع. وبسبب ذلك - يساور الكثيرات الشك في حقيقة الديانة فتقسو قلوبهن ضد الإنجيل . KS 125.3
إن المسيح يأمرنا قائلاً: «اجمعوا الكسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء» ففي حين أن آلافاً من الناس يموتون كل يوم بسبب الجوع وسفك الدماء والنار والوياً فيليق بكل من يحب بني جنسه أن يحترم حتى لا يتألف شيء، ولا ينفق شيء لغير داع مما يمكن أن يقيد نفسا بشرية. KS 125.4
ومن الخطأ أن تصرف وقتا هباء وأن تتفق تفكيرنا فيما لا ينفع. إننا نخسر كل لحظة تصرفها فيما لأنفسنا. فلو قدرنا كل لحظة و صرفناها في النافع لوجدنا وقتاً لعمل كل ما تريد عمله لأنفسنا والعالم. وفي إنفاق المال وصرف الوقت والقوة والفرص لينظر كل مسيحي إلى الله في طلب الإرشاد: «وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فيعطى له» (یعقوب ۱: 5). KS 125.5