خدمة الشفاء

2/271

المقدمة

العالم مريض وسقيم، وأينما يعيش بنو الإنسان تكثر الآلام. وفي كل مكان يوجد سعي في طلب الفرج. KS 3.1

وبالرغم من تقدم علم الطب والجراحة، وبالرغم من وجود الجيش العظيم المكون من الممرضات والممرضين المدربين الذين يخرجون مزودين بالخبرة والمهارة كجيش أبيض مسلح يشن الحرب على الأمراض والعلل والموت والأمراض والأسقام تنتشر بسرعة عظيمة. KS 3.2

إن كل مرض وسقم ، وكل ألم و حزن مرجعها جميعاً إلى تجاوز القانون. إن التكوين المدهش للجسم البشري أغفل واقضي عنه، وتركيبه الدقيق صار يسير على نقيض ناموس حياته وثباته واستقراره ، فكان من نتائج ذلك المرض والموت . فليس هدف الخالق أن تنوء البشرية بعبء ثقيل من الألم بحيث تتعطل نشاطات الإنسان بالمرض وتنحصر وتتضاءل قدرته على العطاء وتقصر حياته بالأوبئة والعلل. KS 3.3

ولكن كثيراً ما تنتهك ، وبشكل صارخ، النواميس التي أسسها الله للحفاظ على الحياه . فما أن تغروا الخطية القلب حتى يتحول الإنسان عن الله ، مصدر الحياة والصحة، فلا يعود يعتمد عليه. ومن ثم فإن الجزاء يتبع ذلك التعدي على نواميس الله، فانتشر الألم والمرض والموت. إن الواجب الأول والأهم للإنسان هو أن يفهم النواميس البدنية التي تحكم جسده. وان يجعل ممارساته الحياتية على انسجام مع هذه النواميس . فإذا أصابنا المرض يلزم أن تلجأ إلى الوسائل المتنوعة التي من شأنها، بالتعاون مع جهود الطبيعة، أن تبني الجسم وتعيد إليه الصحة. وهناك موضوع آخر على جانب كبير من الاهمية يختص بعلاقتنا مع الخالق الذي وهب الحياة للإنسان ودير كل ما يلزم لاستمرار سعادته والذي مازال يهتم اليوم براحته. KS 3.4

في هذا الكتاب تقدم المؤلفة التي هي سيدة واسعة الأفق في اختبار شؤون الحياة العملية، كثيرا من المعلومات عن الحياة و نواميسها، والصحة ومطالبها، والمرض وعلاجه. وقد كتب الكتاب بلغة واضحة وبسيطة وجميلة. فيه ثقافة لمن يريد أن يتعلم، ورجاء لكل يائس ، وبهجة للمريض و راحة للمتعب . KS 3.5

وهو يقدم طريقاً أفضل تغمره أشعة شمس محبة الله والرجاء الشافي على الدوام، مع انه مكتنفا بظلمات العالم السقيم . ويكشف لنا الكتاب عن حياة أبسط وأجمل ، KS 3.6

ملأى بالفرح والسرور وفيها مجال أعظم لتلك الخدمة المعُينة القائمة على المبدأ القائل: «مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ». KS 4.1

وهو كتاب مكرس إذ تقدمه المؤلفة للخدمة المباركة، خدمة البشرية المريضة و المتألمة، إنه كتاب لا يجني الناشرون من ورائه أي كسب إلاً ذاك الذي سيكافأون عليه في «فرح الرب» وفي النفوس التي تحصل على البركة والعزاء في الله. KS 4.2

فلهذا الغرض يقدّم هذا الكتاب إلى العالم كمساعد لزملائنا الخدام في حقل الخدمة العظيم في العالم الواسع أينما توجد البشرية المتألمة، كعزاء وبركة لمن هم في ضيق. وحيث انه كذلك فما الذي نفعله سوى أن نرجو له الرواج والنجاح ؟ KS 4.3

الناشرون

«باركي يا نفسي الرب وكل نا في باطني ليبارك
اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل
حسناته . الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل
أمراضك . الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك
بالرحمة والرأفة . الذي يشبع عمرك فيتجدد
مثل النسر شبابك»