خدمة الشفاء

235/271

٥ - المعرفة المستقاة من كلمة الله

إن الكتاب المقدس كله هو إعلان مجد الله في المسيح. فإذا قبلناه وأصدقاء وأطعنا فهو يكون الواسطة العظيمة في تغيير أخلاقا. وهو القوة المنشطة والمحفزة التي تحيي وتحرك القوى البدنية والعقلية والروحية، وتوجه الحياة في الاتجاه الصحيح. KS 288.1

إن السبب الذي لأجله ينساق كثيرون من الشباب وحتى المتقدمين الناضجين ، بسهولة في طريق التجربة والخطية هو كونهم لا يدرسون كلمة الله ولا ينهجون بها كما ينبغي . إن الافتقار إلى قوة الإرادة الثابتة الحازمة كما هو ظاهر في الحياة وفي الخلق ناتج عن إهمال تعليم كلمة الله المقدسة، وهم لا يبذلون جهدا صادقاً لتوجيه العقل إلى ما يمكن أن يلهمه الأفكار المقدسة الطاهرة ويحوله عن كل ما هو نجس وكاذب ، قليلون هم الذين يختارون النصيب الصالح ، الذي كمرجع يجلسون عند قدمي يسوع ليتعلموا من المعلم الإلهي. وقليلون هم الذين يخزنون كلامه في قلوبهم يمارسونه في حياتهم . KS 288.2

وإذ نقبل حقائق الكتاب فهي تسمو عقولنا ونفوسنا. فلو أعطى الناس لكلمة الله قيمتها وقدّروها كما ينبغي لكأن الشباب والكبار على السواء يمتلكون استقامة في القلب وقوة في الخلق تقدرهم على مقاومة التجربة. KS 288.3

ليعلَّم الناس حقائق الكتاب الثمينة ولم يكتبوها. ليكرّس الفكر والاستعداد والميول والتدريب النشيط القوي لقوى العقل ، لدرس الأفكار الخاصة بالله. لا تدرسوا الفلسفة التي هي مجموعة من آراء الإنسان وتخمينات، بل ادرسوا فلسفة ذاك الذي هو الحق. لا يوجد نوع آخر من الأدب يضارع هذا في قيمته. KS 288.4

إن العقل الأرضي لا يجد سرورا أو لذة في التأمل في كلمة الله، أما بالنسبة إلى العقل المتجدد بالروح القدس فإن جمالا إلهيا ونورا سماويا يشعان من الكلمة المقدسة. فما كان يبدو للعقل البشري برية قفراء يصير في نظر العقل الروحي أرض ينابيع ماء حي. KS 288.5

إن معرفة الله كما هي معلنة في كلمته هي المعرفة التي يجب أن تقدمها لأولادنا. فمنذ بدء ظهور الوعي والعقل والتمييز عندهم يجب أن تعرفهم باسم يسوع وحياته. وأول من يجب أن يفعلوه هو أن الله أبوهم. وأول ما يتلقونه من دروس التربية هو درس الطاعة التي تدفع إليها المحبة. فبكل وقار ورقة لتقرأ كلمة الله أمامهم مرارا وتكرارا وأن تكون الفصول الكتابية على قدر أفهامهم ومناسبة لإيقاظ اهتمامهم. وفوق الكل عليهم أن يتعلموا عن محيطه المعلنة في المسيح، والدرس العظيم المستفاد منها. KS 288.6

«إن كان الله قد أحبنا هكذا ينبغي لنا أيضا أن يحب بعضنا بعضا» (1 يوحنا 4 :11). KS 289.1

ليتخذ الشباب من كلمة الله غذاء لعقولهم وأرواحهم. وليصر صليب المسيح العلم الرئيسي في كل تهذيب ومركز كل تعليم ودراسة، وليوضع في الاختبار اليومي في الحياة العملية، وبهذا يصير المخلص هو الرفيق والصديق اليومي للشباب . وحينئذ يُستأسر كل فكر لطاعة المسيح، يستطيعون القول مع الرسول بولس : KS 289.2

( حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم ) (غلاطية 6:14). KS 289.3